05‏/02‏/2010

الغُـيَّـاب يطرقون الأبواب


( نفضةٌ مؤثَّثة بشوق موسمي
تلك التي تُحدث رقعة مقعَّرة في أبوابهم
وتُعلن عن مكاني
الذي لم
يزل وراء الأبواب )
( وجه )
يحنق المقيمون، تضجُّ وجوههم الفارغة بضوئك الخافت الذي
يمرُّ في المواسم ولا يمتلئون بالشفقة: أن تأتي بعد الغياب
لتمسِّي على الجدران، لترقِّع الجسر الذي ينهدل من جهتهم، ولا
يتألَّمون؛ أن لا تجد مجازاً يُفضي إليهم،
إلى وجوههم التي يُهمُّك – بشدِّة – أن
تبتسم وإن بكذب !
( جوار )
أيؤلمكَ أن تعود إلى أمكنة تُزيحك
من وجهها، تحكُّ دماغها لحظات قبل أن تنبت رائحتك – عابرة،
غير مؤثرة – في اتساعها، تحضنها
وتسيل منك كحقيقة غير دامغة !
في غيابك رسم الآخرون مدنهم، مدُّوا شوارع تصل
إلا إليك، نحتوا زوايا مظلَّلة بشجرة
وحيدة يعلمون – بعمق – أنَّك
تتحسَّس
منها، طَلوا جدرانها ونسوا لونك المحبَّب، رسم الآخرون مدنهم و
لم يفسحوا فيها مكانا لخطوك المحتمل !
في
غيابك رتَّب الآخرون
الأدراج، أزاحوا أضابيرك، نتشوا الدبابيس المعلَّقة
أعلى حياتهم، حكُّوا بقاياك من الذاكرة،
ورموك في العليَّة تعرف..
كم هو متعب الدوران في العِليَّات
بحثاً
عنك ؟!!
في غيابك
تدرَّبوا على
النسيان، جمعوا نقاطاً متقدِّمة وأنت لا تزال تجمع
النقاط ضدَّه، تتدرَّب على التذكُّر، تحرز النقاط المتقدمة،
ثمَّ تصنع هرماً لخيبتك حين يصفقون درفة الباب الأولى،
تهدُّه وتصنع قاربا ينتشِلُك
حين يزفُّك الدمع بعيداً عن درفتهم الثانية
التي
تصفق !!
في غيابك تجمَّعت في وجوههم ملامح غاضبة،
إن راهنت على زوالها
خسرت،
ألف ملمح وملمح ؟؟ كم في العمر من صباح
حتى تحتمل انفراجها في وجهك
الذي
يبسُم !!
في غيابك نشطت عاهات التجاهل، والتسويف،
وتمريغ اللهفة في بلادة طاحنة، في هدوء حالك،
في صمت مُمِضٍّ !! هل كنتَ تصدِّق أن الناس
العابرين الذين يؤلمونك، هم –
ذاتهم -
الذين ترتبوا في داخلك يوماً، هم
الآن
ينتزعون أنفسهم ويتركون الفراغات – وحدها - تشذِّب
نتوءاتها، ينحسرون الآن،
وأنت
وحدك تقلق،
وتلتقط الضحكات الساكنة فوق الشاطئ،
تمرُّر خلالها خيطاً من الأمنيات، وتتقلَّدها ….
وحدك..!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا