29‏/10‏/2009

حكاية من الزمن الجميل


جاء عن الاصمعي انه ذكر في احدى قصصه مع العشاق

فقال:
بينما كنت اسير في بادية الحجاز.. إذ مررت بحجر كتب عليه هذا البيت
يامعشر العشاق بالله خبروا ..............
.................. إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع

فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت

يداري هواه ثم يكتم سره ...............
........ويخشع في كل الأمور ويخضع

ثم عاد في اليوم التالي الى المكان نفسه فوجد تحت البيت الذي كتبه هذا البيت
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى ............
................وفي كـــــــلّ يوم قلبه يتقطع

فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت

إذ لم يجد صبراً لكتمان سره ...................
........... فليس له شيء سوى الموت ينفع


قال الأصمعي:


فعدت في اليوم الثالث الى الصخرة فوجدت شابا ملقى تحت ذلك


وقد فارق الحياة وقد كتب في رقعة من الجلد هذين البيتين

سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا ...................
........... سلامي الى من كان للوصل يمنع


هنيئاً لأرباب النعيم نعيمهـم ...................
............... وللعاشق المسكين ما يتجــرع


منقووووول





اقرأ المزيد..

25‏/10‏/2009

اذا ما افترقنا يوما


يوما ما سيأتي الفراق
ويوما ما سنتألم
ويوما ما سيتفرع الطريق
ويمضي كل منا في طريقه


فإذا ما جاء الفراق يوما
فلا تنسى أن تسألني عن
رغبتي الأخيرة
ولا تبخل عليّ بإعلان
رغبتك الأخيرة لي
فكلانا مساق إلى إعدامه
وكلانا له حق الأمنية الأخيرة
قبل الموت




إذا ما جاء الفراق يوما
وجاء بعد الفراق العيد
فلا تنس أن تفرح
ولا تنس أن تضحك
ولا تنس أن تلبس الجديد
ولا تنس أن تزور ارض ذكرياتنا
وتقف فوق قبر الحب باطمئنان
وتقرأ عليه شيئا من شعرك
ولا تنس نصيبي من
ذكرياتك الحزينة
في ليلة العيد


إذا ما جاء الفراق يوما
وجاء بعد الفراق الحنين ندما
فلا تنس أن تغمس فرشاة الذكرى
في ماء جرحك الملون
وترسم وجه الحنين ضاحكا
ولا تحزن
ولا تجزع
إذا ما بدا لك الوجه
برغم الضحكة هزيلا
فكل الجروح بعد جرح الفراق
تبدو تافهة


إذا ما جاء الفراق يوما
وجاء بعد الفراق ليل مظلم أضاع قمره
فلا تنس أن تبحث عن القمر
في ارض الضلوع
فإن كانت الجروح هناك اشد وضوحا
فأعلم أن القمر هناك
في حنايا القلب مختبئ
إذا ما جاء الفراق يوما
وجاءت قارئة الفنجان
بعد الفراق إليك تسعى
فلا تصدقها إن هي قالت
أن في الغابة الموحشة
جنة حب خضراء سترافقني عليها
كذبها يا سيدي
ولا تكابر ولا تغامر
فبعد الفراق لا شيء يجدي






إذا ما جاء الفراق يوما
وفوق أرض الصدفة المؤلمة
التقينا
وسمعتك على البعد تقول
لعينيها أجمل قصائد الشعر
ولمحتني على البعد
أُراقصه ألما
فلا تقل لها كنت حبيبها
ولن أقول له كان حبيبي
وإلاّ..خسرتها وخسرته


إذا ما جاء الفراق يوما
وهُتكت بعد الفراق
تركة الحب المقتول
فخذ معك الضحكات
فليس لي بها بعد الفراق حاجة
واحمل الرسائل والكلمات والأحلام
وأبق لي الصور والذكريات
وبعضا من الأوهام


إذا ما جاء الفراق يوما
وأباحوا لنا بفضولهم
تشريح جثة الحب
وتشويه البقايا
فلا تفعل..ولن أفعل
بدأنا الحكاية قبل الفراق
أنقياء
فلننه الحكاية بعد الفراق
عظماء

اقرأ المزيد..

مواطنون ... دونما وطن

يقول نزار قباني



مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق
و موتى دونما كفن
نحن بغايا العصر .. كل حاكم
يبيعنا ، ويقبض الثمن ! !
نحن جواري القصر ، يرسلوننا
من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من هالك لهالك
من وثن إلى وثن
نركض كالكلاب كل ليلة
من عدن لطنجة
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن عائلة تعيلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
وعن سكن
و حولنا أولادنا
احدودبت ظهورهم ، وشاخوا
و هم يفتشون في المعاجم القديمة
عن جنة نظيرة
عن كذبة كبير ..
تدعى الوطن

2

مواطنون نحن في مدائن البكاء
قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء
حنطتنا معجونة بلحم كربلاء
طعمنا ، شرابنا
عاداتنا ، راياتنا
صيامنا ، صلاتنا
زهورنا ، قبورنا
جلودنا مختومة بختم كربلاء
لا أحد يعرفنا في هذه الصحراء
لا نخلة ، لا ناقة
لا وتد ، لا خنجر
لا هند ، لا عفراء
أوراقنا مريبة
أفكارنا غريبة
فلا اللذين يشربون النَّفْطَ يعرفوننا
و لا اللذين يشربون الدمع و الشقاء ..

3

معتقلون ..
داخل النص الذي يكتبه حكامنا
معتقلون ..
داخل الحزن ، و أحلى ما بنا حزننا
مراقبون نحن في المقهى .. و في البيت ..
و في أرحام أمهاتنا ..
حَيْثُ تَلَفَّتْنَا ، وجدنا المخبر السري في انتظارنا
يشرب من قهوتنا
ينام في فراشنا
يعبث في بريدنا
ينكش في أوراقنا
يدخل من أنوفنا
يخرج من سعالنا
لساننا مقطوع
ورأسنا مقطوع
و خبزنا مبلل بالخوف و الدموع ..
إذا تظلمنا إلى حامي الحمى
قيل : لنا ممنوع
و إن تضرعنا إلى رب السما
قيل لنا : ممنوع ..
و إن هتفنا :
يا رسول الله ، كن في عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع
و إن طلبنا قلما
لنكتب القصيدة الأخيرة
أو نكتب الوصية الأخيرة
قبيل أن نموت شنقا
غيروا الموضوع ..

4

يا وطني المصلوب فوق حائط الكراهية
يا كرة النار التي تسير نحو الهاوية
لا أحد من مُضَرٍ .. أو من بني ثقيف
أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيف
زجاجة من دمه ..
أو بوله الشريف ! !
لا أحد .. على امتداد هذه العباءة المرقعة ..
أهداك يوما معطفا أو قبعة ..
يا وطني المكسور مثل عشبة الخريف ..
مُقْتَلِعُون نحن كالأشجار من مكاننا ..
مُهَجَّرُون من أمانينا ، و ذكرياتنا ..
عيوننا تخاف من أهدابنا
شفاهنا تخاف من أصواتنا
حكامنا آلهة يجري الدم الأزرق في عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادة الحجاز يعرفوننا ..
و لا رُعاع البادية
و لا أبو الطيب يستضيفنا
و لا أبو العتاهية
إذا ضحكنا لِعَلِيٍّ مرة ..
يقتلنا معاوية

5

مهاجرون نحن من مرافئ التعب
لا أحد يريدنا
من بحر بيروت .. إلى بحر العرب ..
لا الفاطميون ، و لا القرامطة
و لا المماليك .. و لا البرامكة
و لا الشياطين ، و لا الملائكة
و لا أحد يريدنا
في المدن التي تقايض البترول بالنساء ،
و التاريخ بالقروش ، و الإنسان بالذهب
وشعبها يأكل من نِشَارَة الخشب ! !
لا أحد يريدنا
في مدن المقاولين ، و المضاربين ، و المستوردين ،
و المصدرين ، و الملمعين جزمة السلطة ،
و المثقفين حسب المنهج الرسمي ،
و المستأجَرين كي يقولوا الشعر ،
و المقشرين اللوز ، و التفاح للملوك ،
و المقدمين للأمير عندما يأوي إلى فراشه
قائمة بأجمل النساء ..
و الموظفين في بلاط الجنس ..
و المهرِّجِين ..
و المخنَّثين ..
و المخوِّضين في دمائنا حتى الركب
لا أحد يقرؤنا
في مدن الملح التي تذبح في العام
ملايين الكتب ..
لا أحد يقرؤنا
في مدن ..
صارت بها مباحث الدولة
عرَّابَ الأدب

6

مسافرون نحن في سفينة الأحزان
قائدنا مرتزق
و شيخنا قرصان
مكوَّمون داخل الأقفاص كالجرذان
لا مرفأ يقبلنا
لا حانة تقبلنا
لا امرأة تقبلنا
كل الجوازات التي نحملها
أصدرها الشيطان
كل الكتابات التي نكتبها
لا تعجب السلطان ..
مسافرون خارج الزمان و المكان
مسافرون ضيعوا نقودهم ..
و ضيعوا متاعهم ، وضيعوا أبناءهم
و ضيعوا أسماءهم ، وضيعوا انتماءهم ..
و ضيعوا الإحساس بالأمان
فلا بنو هاشم يعرفوننا ، و لا بنو قحطان
و لا بنو ربيعة ، و بنو شيبان
و لا بنو لينين يعرفوننا .. و لا بنو ريغان
يا وطني : كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التي تحترف الحرية
فهي تموت خارج الأوطان ...

اقرأ المزيد..

عشرة عمر


"فأما الذين يكبرون من حولك فإنهم مع مرور الوقت يصبحون عشرة مكان...وهؤلاء يتغيرون بتغير المكان"

"وأما الذين يكبرون معك فإنهم مع الوقت يصبحون عشرة عمر وهؤلاء يتغيرون بتغير العمر"


وأما الذين يكبرون بك فأنهم مع الوقت يصبحون أنت وهؤلاء يتغيرون بتغيرك أنت"

"فالعمر مراحل ومحطات ولكل مرحلة محطة نتوقف عليها ونلتقي فيها مجموعة من البشر بعضهم يبقى معك ويصاحبك إلى محطاتك الأخرى ومراحلك الجديدة وبعضهم يبقى مجرد مرحلة ....ومحطة"
"الذين يرحلون يتركون في داخلك مجموعة من الأحداث والصور قد تكون واضحة وأحداثا جميلة ...تسترجعها بينك وبين نفسك في لحظات حنينك إليهم..قد تكون باهتة لدرجة اختفائهم التام من الذاكرة بمجرد ابتعادهم عن محيط العين" .
أما الذين يبقون فإنهم بطريقة قد لاتشعر بها يحفرون نفسهم بك يملؤون الذاكرة بتفاصيلهم وأحداثهم ومع الأيام يتضخمون بك وتتضخم بهم ويصبحون عشرة عمرك وتصبح عشرة عمرهم ويصبح كلاكما مغروسان في مراحل الآخر"
"وهؤلاء لا يبقون معك إلى الأبد .........فوجوه الفراق كثيرة"
وأسباب الرحيل أكثر............ ........
لهذا لا تامن للأيام أن تبقيهم معك للأبد
لاتعلق استمراريتك باستمرارهم معك أو حولك
"وهؤلاء حين يرحلون من حولك لا يرحلون منك لأنهم يتركون قبل الرحيل مدنا من الفراغ ..مدنا من الحنين..مدنا من الأشواق..ومدنا من الأحزان ....تشعر بالرعب لغيابهم منك"




اقرأ المزيد..

عبد الرحمن منيف



عبدالرحمن منيف، الروائي السعودي المسحوبة جنسيته منذ عام 1963 م، والذي سطر بقلمه مجموعة من روائع الروايات العربية، مدن الملح، الآن هنا، قصة حب مجوسية وغيرها من الإبداعات. هذا الكاتب الذي لاقى الأمرين في حياته وبعد مماته يستحق منا كل تقدير واحترام رغم ما بيننا من اختلافات في الجوهر .
رواية عبدالرحمن منيف المشهورة والتي كانت إحدى بدايات أدب السجون في عالمنا العربي، رواية “ شرق المتوسط“.
تستقبل في بداية هذا الكتاب مقدمة لمنيف عنونها ب “تقديم متأخر لكنه ضروري” بمناسبة الطبعة ال12، هذه المقدمة مفيدة ومفيدة جداً لكل مهتم بأدب السجون في عالمنا العربي، فهي تضع النقاط على الحروف وتسرد سرداً تاريخياً بداية أدب السجون وما لاقى هذه البداية من كره وتدمير من الحكومات العربية، يقول منيف عن رواية شرق المتوسط :
فالرواية حين صدرت، قوبلت بموقفين يكادان يكونان متعارضين، موقف القارئ الذي يريد أن يعرف أدق التفاصيل عن عالم السجن السياسي، وموقف السلطات التي رأت مجرد الإقتراب من المحرمات وعلى رأسها السجن السياسي تعدياً على وجودها وهيبتها، وتالياً فضحاً لممارستها.
كذلك يصف منيف رواية شرق المتوسط بأنها حازت على شرف التأسيس لأدب السجون:
لقد كان ل “شرق المتوسط”، مع روايات أخرى، شرف التأسيس لما سُمّي فيما بعد: أدب السجون. واصبح هذا الميدان واحداً من الميادين الأساسية للرواية العربية، كتابة وموضع إقبال واهتمام القراء. كما انتبه الكثيرون في الوطن وخارجه، خاصة بعد أن ترجم عدد من هذه الروايات إلى لغات عدة، إلى ظاهرة السجن السياسي، ومحاولة فضح الانتهاكات التي يعاني منها جميع الناس وعلى امتداد الأراضي العربية.
في هذه الرواية يتحدث منيف عن رجب السجين السياسي والذي في لحظة ضعف أعطى السجان مايريد وأفرج عنه، تبدأ الأحزان من هنا حيث يندم رجب على مافعل وأنه سيوصف بالخائن طوال عمره على فعلته هذه وعلى عدم صبره..
أم رجب وأخته أنيسه وكذلك حامد زوج أخته كلهم سيعانون مما فعل وما سيفعل، رواية تحرك الألم والحزن في قلب كل شخص، مليئة بالرسائل الشخصية والآلام النفسية وجلد الذات والنفس..
شرق المتوسط، أشعر أنها تحكي واقع كل سيجن يخرج من السجن نتيجة ضعفه أو خيانته لرفاق دربه،،
هل أنصح بقراءة شرق المتوسط؟ عن نفسي أرى أن شرق المتوسط كانت بداية لأدب المسجون، بداية متواضعة نجح عبدالرحمن منيف في خلق إبداع أكبر وأعظم منها، يقول منيف عن شرق المتوسط :
وإذا كانت “شرق المتوسط” لم تقل كل مايجب، للأسباب التي ذكرت في البداية، ولأن السجن السياسي لم يوف حقه، فقد كانت الضرورة تقتضي العودة إلى هذا العالم الكئيب والقاسي، فكانت رواية ثانية، هي “الآن…هنا” أو ” شرق المتوسط مرة أخرى”.
لذلك أستطيع أن أقول أن قراءة رواية “الآن..هنا” أجدى وأفضل لمن يهتم بالتفاصيل، تفاصيل السجون والتعذيب والألم، أما لمن يهتم بقراءة مشاعر وأحزان المسجونين بصورة أكبر فليقرأ “شرق المتوسط”..


قريباً بإذن الله سأكتب عن “الآن.. هنا” التي أثرت في الكثيرين ..

  • اقتباسات من رواية ” شرق المتوسط ” ل عبدالرحمن منيف:
التجربة أثبتت أن الكتب حين تمنع تصبح أكثر رواجاً، وبالتالي يُقبل على قراءتها الكثيرون.
البكاء يهد أكبر الرجال،وأقصى ضربة توجه لرجل أن يرى أمه أو أخته تبكي أمامه.
إن أقوى الناس وأكثرهم قدرة على التصرف، يفقدون في لحظات معينة قدرتهم على أن يتصرفوا منفردين. يجب أن يكون أحد إلى جانبهم لكي يقول لهم مايجب أن يفعلوا.
أتتصورون أن الإنسان إذا قال شيئاً ينتهي الأمر؟ لا، الكلمة الأولى بداية لسلسة من الاعترافات، وأي تأخُّر في الاعتراف، في الإجابة، يثيرهم أكثر من الصمت. لا أقول لكم هذا الكلام إلا عن تجربة. جربت نفسي، ورأيت الذين جربوا العكس. الخرزة الأولى وبعدها ينفرط كل شيء!
الضرب لا يغير إرادة الإنسان، وربما كان العكس هو الأصح. بمجرد ما تمتد إلَّي يد امتلئ تصميماً أن لا أقول كلمة واحدة، ومع كل ضربة جديدة ازداد بعداً عن السقوط. الإنسان إرادة قبل كل شيء.
المرأة تفكر بالأشياء الحزينة. إذا لم تجد ما يكفيها من الحزن، بحثت عنه عند الآخرين.
الأيام وحدها هي التي تمزق الحنين واللوعة، وتخلق مكانهما حجارة يابسة صماء.


- معلومات أكثر عن رواية شرق المتوسط ل عبدالرحمن منيف /
  • عنوان الكتاب: شرق المتوسط
  • المؤلف: عبدالرحمن منيف
  • الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر والمركز الثقافي العربي للنشر والتوزيع
  • الطبعة ال 16، 2007
  • عدد الصفحات: 243
  • تاريخ الإنتهاء من كتابة الرواية : ربيع
- إن السجن ليس فقط الجدران الأربع وليس الجلاد أو التعذيب،إانه بالدرجة الأولى خوف الإنسان ورعبه، حتى قبل أن يدخل السجن، وهذا بالضبط ما يريده الجلادون وما يجعل الإنسان سجينا دائما.


- في يوم ما، إذا خُلق فنان في بلادنا وعرف معنى القهر والغيظ معا ولحظة التحدي فسوف يجسد لحظات لا يمكن أن تتاح لأي فنان آخر في العالم.


- إذا سجلت تجارب البشر بصدق وعرفت البدايات والنهايات فلن يجرؤ أي انسان لأن يكون جلادا أو سجانا، إذ سيعرف ماذا يمكن أن يحل به إذا اسقطه سجان أو جلاد آخر.




اقرأ المزيد..

احلام مستغانمي


ولدت في ( 13 أبريل 1953 ) كاتبة جزائرية.

من مواليد تونس ،ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري حيث ولد أبوها محمد الشريف حيث كان والدها مشاركا في الثورة الجزائرية،ّ عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945 . وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية, ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك ( 45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات) وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN .

عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، إنتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي ، حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون. تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد.

مؤلفاتها

* على مرفأ الأيام عام 1973.
* كتابة في لحظة عري عام 1976.
* ذاكرة الجسد عام 1993.
* فوضى الحواس 1997.
* عابر سرير 2003.
*نسيان كم

مقتطفات


"على جسد الكلمات أطفأ سيجارتهُ الأخيرة ، ثم عندما لم يبقى بجعبته شيء ، دخن كل أعقاب الأحلام "

"الحب لا يتقن التفكير"

"و هل الأسئلة حقاً حالة تورط عشقي"

"الترقب حالة عبودية"

"كل بطولات الفضيلة .. و كل انتصارات الحكمة لا تساوي شيئاً أمام عظمة السقوط في لحظة ضعف أمام من نحب.. السقوط عشقا هو أكثر انتصاراتنا ثباتاً"

"القبلة هي الفعل العشقي الوحيد الذي تشترك فيه جميع حواسنا ، نحن في حاجة لحواسنا الخمس لتقبيل شخص"

"فالحب كالموت هما لغزان كبيران في هذا العالم، كلاهما مطابق للآخر في غموضهُ.. في شراستهُ .. في مباغتته .. في عبثيته..في أسئلتهُ"

"يعيد الحب نفسهُ ببدايات شاهقة الأحلام .. و انحدارات مباغتة الألم.. و علينا أن نتعلم كيف ننتظر أن يوصلنا سائق الحب الثمل إلى عناوين خيبتنا"

"الحب أن تسمحي لمن يحبك بأن يجتاحك و يهزمك و يسطو على كل شيء هو أنت"

"لا بأس أن تنهزمي قليلاً.. الحب حالة ضعف و ليس حالة قوة"

"و كانت لهُ تلك الرجولة التي تحسن التواضع أمام الأنوثة كأنها مدينة لها بكل شيء"

"و لذا عليك أن تعيشها كلحظة مهددة، أن تعي أن اللذة نهب، و الفرح نهب، و الحب.. و كل الأشياء الجميلة، لا يمكن أن تكون إلا مسروقة من الحياة، أو من الآخرين.. فالمرء لا يبلغ المتعة إلا سارقاً في انتظار أن يأتي الموت و يجردهُ من كل ما سطا عليه"

"من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

"و لكن الإخلاص لا يطلب، إن في طلبهُ استجداء و مهانة للحب فإن لم يكن حالة عفوية، فهو ليس أكثر من تحايل دائم على شهوة الخيانة و قمع لها.. أي خيانة من نوع آخر"

"قطعاً لا يحدث للإنسان ما يستحقهُ.. بل ما يشبهُ"

"هل أكثر ألماً من أن تدخل حياة أحد و هو على وشك أن يغادر الحياة"

"مراكب محملة بالأوهام عادت .. و أخرى بحمولة الحلم ذاهبة "

"إن لحظة حب تبرر عمراً كاملاً من الانتظار"

"الوقت عدو العشاق"

"و تختبر حالة يمكن فيها من البكاء الموت قهراً أمام قبر"

"الحب ككل القضايا الكبرى في الحياة ، يجب أن تؤمني به بعمق ، بصدق ، بإصرار ، و عندها فقط تحدث المعجزة"

"أنهُ دون ملامسة الموت ، لا توجد حالة حب شاهقة بما فيه الكفاية لتسمى عشقاً"




اقرأ المزيد..

اريدك انثى


أريدك أنثى ..

ولا ادعي العلم في كيمياء النساء..

ومن أين يأتي رحيق الأنوثة

وكيف تصير الظباء ظباء

وكيف العصافير تتقن فن الغناء..

أريدك أنثى ..

ويكفي حضورك كي لا يكون المكان...

ويكفي مجيئك كي لا يجيء الزمان..


وتكفي ابتسامة عينيك كي يبدأ المهرجان...

فوجهك تأشيرتي لدخول بلاد الحنان...

أريدك أنثى ...

كما جاء في كتب الشعر منذ ألوف السنين...

وما جاء في كتب العشق والعاشقين...

وما جاء في كتب الماء... والورد ... والياسمين..

أريدك وادعة كالحمامة...

وصافية كمياه الغمامة...

وشاردة كالغزالة...

ما بين نجد .. وبين تهامة...

أريدك مثل النساء اللواتي

نراهن في خالدات الصور...

ومثل العذارى اللواتي

نراهن فوق سقوف الكنائس

يغسلن أثدائهن بضوء القمر...

أريدك أنثى ..

لتبقى الحياة على أرضنا ممكنة..

وتبقى القصائد في عصرنا ممكنة...

وتبقى الكواكب
والأزمنة..

وتبقى المراكب، والبحر، والأحرف الأبجدية..

فما دمت أنثى فنحن بخير...

أريك أنثى لأن الحضارة أنثى..

لأن القصيدة أنثى ..

وسنبلة القمح أنثى..

وقارورة العطر أنثى...

وباريس – بين المدائن- أنثى...

وبيروت تبقى – برغم الجراحات – أنثى...


فباسم الذين يريدون أن يكتبوا الشعر .. كوني امرأة..

وباسم الذين يريدون أن يصنعوا الحب ... كوني امرأة..




اقرأ المزيد..

نزار قباني

مرثاة قطة
رفتك من عامين ..ينبوع طيبة
ووجهاً بسيطاً كان وجهي المفضلا
وعينين أنقى من مياه غمامة
وشعراً طفولي الضفائر مرسلا
وقلباً كأضواء القناديل صافيا ً
وحباً كأفراخ العصافير أولا
أصابعك الملساء كانت مناجماً
ألملم عنها لؤلؤاً وقرنفلا
وأثوابك البيضاء كانت حمائماً
ترشرش ثلجاً - حيث طارت - ومخملا
عرفتك صوتاً ليس يسمع صوته
وثغراً خجولاً كان يخشى المقبلا
فأين مضت تلك العذوبة كلها
وكيف مضى الماضي .. وكيف تبدلا
توحشت حتى صرت قطة شارع
وكنت على صدري تحومين بلبلا
فلا وجهك الوجه الذي قد عبدته
ولا حسنك الحسن الذي كان منزلا
وداعتك الأولى استحالت رعونة
وزينتك الأولى استحالت تبذلا
أيمكن أن تغدو المليكة هكذا ؟
طلاء بدائياً.. وجفناً مكحلا
أيمكن أن يغتال حسنك نفسه
وأن تصبح الخمر الكريمة حنظلا
يروعني أن تصبحي غجرية
تنوء يداها بالأساور و الحلى
تجولين في ليل الأزقة .. هرة
وجودية .. ليست تثير التخيلا
سلام على من كنتها يا صديقتي
فقد كنت أيام البساطة أجملا
اقرأ المزيد..

24‏/10‏/2009

من دفاتر امرأة....حميدة نعنع


لماذا أتحدث عن الحب؟


ولماذا ألجا إلى الذاكرة ، والأفعال التي فقدت زمنها الحاضر؟الآن كل ما يمت للعذوبة والفرح أصبح مجالا للتخيل ،وصار من العبث أن تطالبني بمستقبل له ،بعد أن طعنت حاضره...في الزمن الماضي تقابلنا...وفي اللحظة التي التقت فيها عينانا كمراهقين جاءني صوت لا اعرفه ينذرني " أن شرعي منذ اليوم جسدك للعذاب وروحك للقلق".منذ ذلك اليوم سكنت صحراء التخيل ودخلت المجهول من أوسع أبوابه ليتحول عالمي إلى رجل لغز يطمح أن يكون في مصاف التاريخ.




بعد ألف عام من الرحيل عدت لأتحمل ارثي...تاريخي...جذوري، وبالأمس، حينما كانت تمر أول ذكرى لأول لقاء بيننا ، بحثت حولي في المدينة عن شموع لأضيء شمعة واحدة فلم أجد.


هل جاء الفراق على كل شيء؟ هل جاء الفراق حتى على الزمن الماضي فاحرق التخيل ، وجفف النهر، وترك قلبينا صامتين تتمثل قوتهما وفجيعتهما في طريقة الصمت...


قبل أيام – وذلك ينتسب للماضي –تذكرت يوم جعل الحب منا بشرا أكثر شجاعة فقررنا العصيان كل على طريقته...كان لدينا آنذاك كل عظمة العشاق ، وكل ميزة عدم الطاعة ، وكل روعة الوفاء.


يا لهي...كيف تخط النهايات نهاياتها
.
بالأمس ، وهذا ينتمي إلى الماضي...


تأملتك تخطو مسرعا نحو المستقبل الذي لا معالم له...ظننتك صنوبرة عملاقة امتد ظلها حتى غطى الغابة كلها فسوها أميرة الشجر ...كنت اسميك في الماضي سيد العشاق ، واطلب إليك عندما تراني أن تباركني كما يفعل القديس،وأمامك أنت وحدك اعترف بأخطائي وذنوبي ،لكن اعترافي لم يعلمك شيئا فما إن كنت ابدأ الكلام حتى تتحول إلى رجل آخر...رجل ينظر أمامه إلى التاريخ بينما كل من حوله يذهب نحو النهايات الفاجعة.


سألتني عندما عدت إليك بعد غياب...هل...هل؟


بل أنا التي قالت : من زمن لم تهزني عينا رجل أو كلمات رجل حتى أيقنت أن الحب أصبح مستحيلا،هكذا يسمونني فانا الراحلة في الزمان والمكان..لم اترك سفينة مهجورة في مرفأ لم احملها أشلائي ، ولا مدينة تتكلم لغة اجهلها لم ادخلها في الفجر.


ولكن هذا المستحيل يعود في الفجر أيضا إلى مدينتك وأمام عينيك يبدأ تأمل حياته الماضية...الحياة الماضية...الحياة الدامية، والباطلة...نيويورك ونهر الهيدسون في الظهيرة...باريس ونهاية المساء أمام قبر نابوليون...روما المحتضرة بكبرياء وقبة الفاتيكان النائية في التاريخ...موسكو وأبراج الكريملن...وجثمان لينين المعرض للإعدام كل دقيقة ...لشبونة وغناء الفادو الحزين...المراكب الراحلة...شاندغار واحتضار الهند الآسر..نورنبرغ والسلم الحجري المؤدي إلى عش النسر...قرطاجن وسكون العصر...سكون المدن الماضية التي دفنت تاريخها...غرف محاكم التفتيش ذات الطابع الأسطوري المبهم...كل ذلك الماضي يتحول إلى أكوام من الحصى والى هدهدة لصوت الحرب والموت...


كيف يمكن أن أنسى كل ذلك التاريخ ...وكيف يمكن لحياتي أن تكون إجابة على هذه الأسئلة؟كيف يمكن أن اركن لمدينة واحدة اليوم ؟


يوم ناديتني من الرحيل لأعايش جرحك أنت استجبت لك ، وحاولت أن أحميك بالكلمات...ثم بسطت لأجلك ذراعين مشرعتين للحب.كنت أخاف أن تخطفك الحرب..أخاف أن يفارقني وجهك فأتكلم عنك بصيغة الغائب ، أنت يا شبيهي أيا كنت . لتعلم في أي اتجاه وليت وجهك سيكون حبي احد أسرارك والاعتراف به هو التورط أكثر.


اليوم...واليوم ينتسب للماضي...


اكتب إليك...وعنك لا لأثير ذكرياتك أو حزنك،أو فرحك...اكتب لكي انتسب للبشر البسطاء الذين يشهدون على زمنهم ...اكتب لأتحدث عن حب مستحيل ...الحب بين رجل ينتمي للخوف وامرأة حرة من قيودها لا تعترف بالوقائع الصغيرة ،ولا ترى ما تخبؤه الكلمات التي لا تعني معناه.آه ياصديقي :كان مكسيم غوركي يتبع الناس سرا ليحولهم إلى إبطال في رواياته ، وكذلك فعل بلزاك ، فلا تلمني إذا كنت اتبعك منذ اليوم لأحولك إلى أسطورة . ولكن قبل إن افعل ذلك أقول لك : لا تتورط في حب امرأة مثلي من جديد فانا خارجة عن القانون لن أريح أو أستريح. لقد قررت العصيان وتورطت في الحياة حتى الثمالة.




 {من دفاتر امراة}
"حميدة نعنع "








اقرأ المزيد..

أنواع الحب


النوع الأول ..


هناك من يحبك بجنون


ويسعى جاهداً لإصابتك بهذا الجنون


ولا يستوعب رفضك لمشاعره بهذه السهولة


فيحاصرك بسيل من المشاعر الغير مرغوبة


ويمارس عليك الغيرة غير المباحة


فيكتفى بحبه لك


ويحملك جميل هذا الحب


ويجب لزاما عليك أن تحبه


وإلا نعتك بصفات مرفوضة إنسانياً .



النوع الثانى ..



هو من تحبه أنت بجنون


فيكون مصيبتك العظمى حين يدرك حجم هذا الجنون


فيتفنن فى إيذائك


وكأنه ينتقم منك لأنك أحببته


فيتمادى فى إيذائك ليذيقك مرارة حبك


وافتقاده ويتمادى فى الهجر والصد .




النوع الثالث ..



هو من يحبك بصدق


فيعاملك معامله الود


يحبك بصمت ويحترمك بصمت


ويتمناك بينه وبين نفسه


يمنعه اعتزازه بنفسه من الاقتراب منك


إذا كنت مشغولا بغيره


فيكتفي بالحب من اجل الحب


ويحتفظ بك صوره جميله فى ذاكرته .



النوع الرابع ..



هو من تحبه أنت


وتبادله شعوره


فيضمك إلى ممتلكاته


باسم الحب يحاصرك بغيرته


فيسجنك بدائرة الممنوعات


يحسب عليك أنفاسك


يحاسبك على أحلامك


ويسلبك حتى أبسط حقوقك


وهى التعبير عن شعورك تجاه الآخرين


فتعيش فى صراع دائم

 .
النوع الخامس ..


هو من يغادر حياتك


فيترك وراءه فراغاً باتساع السماء


فتحاول جاهدا ملئ الفراغ


فتتعرف على من يستحق


ومن لا يستحق وتقع فى المشاكل .



النوع السادس ..



هو من يجعلك تندم على معرفته


فيسقيك الإحساس بالألم والندم معاً


مواقفه تخذلك وتصرفاته تخجلك .



النوع السابع ..



هو من يطيل الإنتظار أمام بوابة أحلامك


وإذا سمحت له بالدخول


خرب فى مدينة أحلامك


وشوه أجمل الأشياء بقلبك


وتركك نادماً على معرفته .



النوع الثامن ..



هو من يدخل حياتك بلا استئذان


يقدم لك الحب فوق أوراق الورد


يحملك إلى عالم الأحلام


يحول حياتك إلى عالم الخرافات والأساطير


يشعرك بمسؤوليته تجاهك وأنك مسؤول عنه


يعلمك الصدق والحب والإخلاص


يحول سوادك إلى بياض


وليلك إلى نهار


وظلمتك إلى شمس


يصبح قلبك الذى تعشق به


وعينك التى ترى بها


هذا الإنسان إذا ضاع


بحق نبكيه .. بحرقة .


منقوووووووول


























اقرأ المزيد..

المرأة المتوازنة


" تبقى المرأة متوازنة حتى تتذوق رجلا ما , فيخلط في داخلها كل الأشياء , بدءا من لسانها , ومرورا بقلبها , وماضيها , وحبها , ووفائها , تدخل فراشة متماسكة , لتخرج منه وهي امرأة أخرى , لها سلوك مختلف , وعقيدة أخرى , وذاكرة جديدة "





اقرأ المزيد..

للمرة العشرين كررتها......









...لقد كان هنااك بين الناس جالسا في المقهى ... لكنها عرفته رغم السنوات التي مرت دون ان تراه... توجهت نحوه وكلها ارتباك .. ايعقل هذا!!






.. انا وهو معا من جديد !!؟ .... وملايين الاسئلة تمر في ثوان، الى ان قطعها بتلك الابتسامه التي طالما سحرت الكثير..ففاجأته بسؤال قبل أي حديث...


قائلة: ماذا تريد؟؟!!


فأبتسم إليها ومد يده يمسك يدها قائلا:






"أنا هنا .. بعد عام من قطيعتنا ألا تمدين لي بعد الرجوع يدا؟.. الا تقولين ما اخبارها سفني؟






... ماذا اصابك؟ هل وجهي مفاجأه وهل توهمت أني لن اعود غدا ؟"






----ماذا تريد؟؟






" أريد ان احبك ، يا سيدتي.. كي استعيد عافيتيوعافية كلماتي. و أخرج من حزام التلوث الذييلف قلبي فالارض بدونك كذبة كبيرة "






ماذا تريد ؟؟






"أريد ان احبك ، يا سيدتي حتى امتطي عربة الوقت و أغير التقاويم و أعيد تسمية الشهور و الايام و أضبط ساعات العالم .. على ايقاع خطواتك ورائحة عطرك التي تدخل على المقهى قبل دخولك "






وبغضب مصطنع تسأله..:


لماذا تحبني ؟؟!!


فيحاول أن يشدها برفق لتجلس وهو يبتسم لها ويقول:


أرجوكي ان تجلسي فقد اشتقت لكل شيء فيكي


فجلست وعادت من جديد تسأله :


لماذا تحبني ؟؟


"إني احبككي ابقى على صلة بالله ، بالارض ، بالتاريخ ، بالزمن "






وماذا عن باقي النساء؟!!!






" وقبلك ما كان للبحر اسم .. ولا كان للورد اسم .. ولا كان للشمس اسم .. قبلك كل النساء افتراض وكل القصائد كذب"






"لكنهم اخبروني بأن حسناء غيري .. حلت محلي"






ماذا تتوقعين ... رجلا انا كالأخرين.. لكن لا يوجد من تحتل مكان اميرتي بنت العشرين لكن هل هنااك غيري..؟؟


لا تكمل..


لماذا؟؟


" رجل أنت؟.. قلتها في تحد ..تحبني ... كأي .. أي امرأه


احبك ..


فضحكت وقالت






"تحبني ..لالاتعدها مرة اخرى فقد اضحكتني.. يا لاعبا في السيرك .. يا مهرجا بألف وجه مستعار .. ألف دور متقن ..كفى ..كفىفتلك مسرحية مثلتها اول ما رأيتني وعشت عامينبها.... وأنا ابحث عن رجل يحبني وانت لا تعرف ان تحب..".






إذن يوجد غيري!!؟؟


" للمرة العشرين .. كررتها هل في حياتي رجل آخر؟ نعم .. نعم .. فهل تتصورني مقبرة ليس لها زائر؟ ما اكثر الرجال.. يا سيدي لا روضة إلا لها طائر.."






برغم هذا الكلام .. برغم كل الكلام .." برغم ما يثور في عيني من زوابع ورغم ما ينام في عينيك من احزان... اقول لا غالب الا الحب للمرة المليون لا غالب الا الحب






أي حب .. اذلك القناع ... اذلك الخداع ... الذي لبسته يوما ومثلته علي بإحكام.... عن أي حب ... اهو الشخص نفسه الذي كنت تجالس فيه النساء اهي الكلمه ذاتها قلتها لكل امـراه قابلتها في ذلك المكان ... عن أي حب انت تتكلم..






ياسيدتي ... لم اتقن يوما فن التمثيلا ... ولا كنت خادعا ولا انسان حقيرا .... إني مثل الطير يعشق التنقل و التغريدا وعند التعب يعود إلى عشه الجميلا


هذا كذب ... بأي أي حق تعود الآن ... ومن تظــن نفسك ... سيدي شهريار!!! ... لكل ليله امــراه ..وعلى نفس الفراش ... إني ارفضك .. و أرفض حبك جملةً وتفصيلا...


فحاول ان يمسك يدها لكنها لم تدعه حتى ان يلمسها فقال:






" أنا آسف جدا .. إذا عكرت سهرتك الجميلا ... آسف جدا.. إذا خالفت آداب السلوك ... ..."يا سيدتي "إن عواطفي، ليست ثيابا في الهواء"" عفوا ...فأنا لا اعرف ما أحب .. ومن أحب .. فسامحيني أن حملت حقيبتي وتركت معركة الخواتم .... أنا هكذا ..أمشي على قدمين من نار .. وماء... هل كانت العينان قبل الدمع ، ام بالاصل، قد كان البكاء؟"






فمسح دمعه قد ذرفت من عينه و استرسل في الكلام قائلا:






الحب .. هل هو حالة عقليه؟ ام حالة جسديه؟ ام أنه شيء يركب كالدواء." إني لا اعلم ...


فارادت ان تتكلم لكن صوتها اختنق وادمعت عيناها واسترسلت في البكاء فقفز إليها يمسح دموعها بكل حنان ويقول لها :






"ماذا جرى ؟ ماذا جرى ؟ صوتك لا معقول تجمع الامطار في عينيكِ .. لا معقول .. يا امرأهتحمل حتفي بين عينيها وترميني من المجهول للمجهول توقفي ... عن المرور في دمي، كطلقة فإنني اعرف منذ البدءِ،أنني مقتول.."






فقالت وهي تستجمع انفاسها ...بصوت محب:


أتذكر حبي


فرد عليها وهو يمسح على شعرها:






" حبك .. حدث تاريخي من أحداث الكون، وعرس للأزهــار وللأعشــاب وحيي ينزل .. او لا ينزل .. طفل يولد أو لا يولد .. برق يلمع أو لا يلمع ..قمر يطلع أولا يطلع .. من بين الاهداب"






إذن لماذا هجرتني ... ولماذا كل النســاء؟؟!!!






قد " دوخني حبك يا سيدتي فمرة ادخل من بوابة الخروج ومرة اخرج من بوابة الدخول .. امرأه تريدني بشهوة الانثى , ولا تريدني ... تشتهيني ليلة واحده ثم يموت بعدها الفضول... امرأه تقتلني، من غير ما تقتلني ...فليتني .. أدري من القاتل ،يا سيدتي ومنهو المقتول ؟".






فنظرت إليه متعجبه .. مندهشه كأنه ليس هو في كلامه.. فقال لها






" لا تنظري لي هكذا .. وكأنني من كوكب المريخ .. جئت ... وعصر رواد الفضاء .. أنا ضائع بين العصور كمركب .. في البحر، تقذفه الرياح كما تشاء .. انا اخر العشاق في زمن التلوث، اخر الكلمات، في زمن التعهر و الغباء والحب آخر طلقه في الرأس أطلقها فلا تمشي على بقع الدماء"






ماذا تقول ؟؟؟؟.....






" ماذا اقول ..؟ واي كلام يليق بهذا الدمار؟ اخاف عليك ..ولست اخاف علي .. فأنت جنوني الاخير وأنت احتراقي الاخير"






هل افهم انك تريد ان تعود ؟!!


أريد أن اعود ... لموطني .. لعيناكي ... أريد ان اعيد سفني لمرفأك .. فقد تعبت من كثر الابحارِ .. أريد أن استرجع و احرر اوطاني.. من الذي احتل مكاني ؟..


ومن قال إن هناك من احل مكانك في قلبي و وجداني


فنظر إليها مندهشا لم يستطع ان يكتم فرحته واندهاشه قال:


انت


نعم لكن لم اقل انه حل مكانك .. كنت اريد أن أخبرك


هل ستعودين قالها مبتسماَ


هل تعدني بأنك لن تهجرني من جديد وإن سأكون لك أخر النساء


أعدك من الشريان إلى الشريان ... من الوريد الى الوريد .. من الصميم الى الصميم .. أعدك بإسم الحب .. واسم الشمس .. بِإسم الرب حامي قلوب العاشقين ...بأن قلبي سيكون ملكا لك بين يدكِ..


فأبتسمت وحضنها وهمس في اذنها قائلا:


أتصدقين الآن أنه لا غالب إلا الحب .




اقرأ المزيد..

نزار قباني


يا سيدتي :


أنا رجل مفضوح بالشعر ..


وأنت امرأة مفضوحة بكلماتي ..


أنا رجل لا ألبس إلا عشقي .


وأنت امرأة لا تلبس إلا أنوثتها ..


فإلى أين نذهب يا حبيبتي ؟


وكيف نعلق إشارات الحب على صدورنا؟


ونحتفل بعيد القديس فالنتاين ..


في عصر لا يعرف ما هو الحب؟؟


***********************
يا سيدتي :


كنت أتمنى أن أحبك في عصر آخر .


أكثر حناناً ، وأكثر شاعريه ..


وأكثر إحساساً برائحة الكتب .. ورائحة الياسمين ..


ورائحة الحريه!!.




************************
كنت أتمنى أن تكوني حبيبتي


في عصر شارل أزنافور ..


وجولييت غريكو ..


وبول إيلوار ..


وبابلو نيرودا ..


وشارلي شابلن ..


وسيد درويش ..


ونجيب الريحاني ..


***************************


كنت أتمنى أن أتعشى معك


ذات ليلة في فلورنسه .


حيث تماثيل ميكيل أنجلو


لا تزال تتقاسم مع زوار المدينه


الخبز .. والنبيذ ..


********************




كنت أتمنى أن أحبك


في عصر سيادة الشمع .. والحطب ..


والمراوح الإسبانيه ..


والرسائل المكتوبة بريشة الطائر ..


وفساتين التفتا القزحية الألوان ..


لا في عصر موسيقى الديسكو ..


وسيارات الفيراري..


وساويل الجينز المزقه !!


**************************




كنت أتمنى أن أقابلك في عصر آخر .


تكون فيه السلطة بيد العصافير ..


أو بيد الغزلان ..


أو بيد طيور البجع ..


أو بيد حوريات البحر ..


أو بيد الرسامين ، والموسيقيين ، والشعراء ..


أو بيد العشاق ، والأطفال ، والمجانين ..




*****************************


كنت أتمنى أن تكوني لي ..


في عصر لا يضطهد الورد ، ولا الشعر ،


ولا الناي ، ولا أنوثة النساء ..


ولكننا بكل أسف وصلنا متأخرين ..


وبحثنا عن وردة الحب


في عصر لا يعرف ما هو الحب!!..




اقرأ المزيد..

هذا المجنون

كلما وضعت نقطة مستديرة



أتى من خلفي وركلها


هذا المجنون


.......لا يريد لقصتنا أن تنتهي



اقرأ المزيد..

أحبتي..الذين لا يأتون


أحبتي الذين لا يأتون . .


لا يأتون لأنهم لا يغفرون لي زللي


ولا يرحمون ضعفي حين يلوكون قلبي


ويبصقونه على قارعة الرحيل . .!


ولكني أحبهم


واشتاقهم


ولا يصفحون


. . .


وأنت يا الله تغفر


وترحم ، وتصفح


وأنت تملأ قلبي نورا ،


وهم يعيثون فيه فسادا


تملأه نورا ويملأونه بظلام الغياب


ولكني أحبهم يا الله !



اقرأ المزيد..

حنين إليك


يتعبني غيابك . . يتعبني حضوري الذي لا يمتد إليك . .


وهاتفي الذي لا يحمل صوتك . . وبالي الذي لا يفكر إلا بك . .


يتعبني . . شوقي . . خوفي . . غيرتي . .


يتعبني هذا الليل الذي يظل بارداً . .


صامتاً لا يحمل نور ابتسامتك . .


يتعبني هذا الكون الذي لا يفهم أني أحبك . .


ولا يستوعب أني أشتاق إليك . . وأحتاجك . .


مثل احتياجي للماء والهواء . . واحتياج النبض للدماء . . !



اقرأ المزيد..