25‏/10‏/2009

عبد الرحمن منيف



عبدالرحمن منيف، الروائي السعودي المسحوبة جنسيته منذ عام 1963 م، والذي سطر بقلمه مجموعة من روائع الروايات العربية، مدن الملح، الآن هنا، قصة حب مجوسية وغيرها من الإبداعات. هذا الكاتب الذي لاقى الأمرين في حياته وبعد مماته يستحق منا كل تقدير واحترام رغم ما بيننا من اختلافات في الجوهر .
رواية عبدالرحمن منيف المشهورة والتي كانت إحدى بدايات أدب السجون في عالمنا العربي، رواية “ شرق المتوسط“.
تستقبل في بداية هذا الكتاب مقدمة لمنيف عنونها ب “تقديم متأخر لكنه ضروري” بمناسبة الطبعة ال12، هذه المقدمة مفيدة ومفيدة جداً لكل مهتم بأدب السجون في عالمنا العربي، فهي تضع النقاط على الحروف وتسرد سرداً تاريخياً بداية أدب السجون وما لاقى هذه البداية من كره وتدمير من الحكومات العربية، يقول منيف عن رواية شرق المتوسط :
فالرواية حين صدرت، قوبلت بموقفين يكادان يكونان متعارضين، موقف القارئ الذي يريد أن يعرف أدق التفاصيل عن عالم السجن السياسي، وموقف السلطات التي رأت مجرد الإقتراب من المحرمات وعلى رأسها السجن السياسي تعدياً على وجودها وهيبتها، وتالياً فضحاً لممارستها.
كذلك يصف منيف رواية شرق المتوسط بأنها حازت على شرف التأسيس لأدب السجون:
لقد كان ل “شرق المتوسط”، مع روايات أخرى، شرف التأسيس لما سُمّي فيما بعد: أدب السجون. واصبح هذا الميدان واحداً من الميادين الأساسية للرواية العربية، كتابة وموضع إقبال واهتمام القراء. كما انتبه الكثيرون في الوطن وخارجه، خاصة بعد أن ترجم عدد من هذه الروايات إلى لغات عدة، إلى ظاهرة السجن السياسي، ومحاولة فضح الانتهاكات التي يعاني منها جميع الناس وعلى امتداد الأراضي العربية.
في هذه الرواية يتحدث منيف عن رجب السجين السياسي والذي في لحظة ضعف أعطى السجان مايريد وأفرج عنه، تبدأ الأحزان من هنا حيث يندم رجب على مافعل وأنه سيوصف بالخائن طوال عمره على فعلته هذه وعلى عدم صبره..
أم رجب وأخته أنيسه وكذلك حامد زوج أخته كلهم سيعانون مما فعل وما سيفعل، رواية تحرك الألم والحزن في قلب كل شخص، مليئة بالرسائل الشخصية والآلام النفسية وجلد الذات والنفس..
شرق المتوسط، أشعر أنها تحكي واقع كل سيجن يخرج من السجن نتيجة ضعفه أو خيانته لرفاق دربه،،
هل أنصح بقراءة شرق المتوسط؟ عن نفسي أرى أن شرق المتوسط كانت بداية لأدب المسجون، بداية متواضعة نجح عبدالرحمن منيف في خلق إبداع أكبر وأعظم منها، يقول منيف عن شرق المتوسط :
وإذا كانت “شرق المتوسط” لم تقل كل مايجب، للأسباب التي ذكرت في البداية، ولأن السجن السياسي لم يوف حقه، فقد كانت الضرورة تقتضي العودة إلى هذا العالم الكئيب والقاسي، فكانت رواية ثانية، هي “الآن…هنا” أو ” شرق المتوسط مرة أخرى”.
لذلك أستطيع أن أقول أن قراءة رواية “الآن..هنا” أجدى وأفضل لمن يهتم بالتفاصيل، تفاصيل السجون والتعذيب والألم، أما لمن يهتم بقراءة مشاعر وأحزان المسجونين بصورة أكبر فليقرأ “شرق المتوسط”..


قريباً بإذن الله سأكتب عن “الآن.. هنا” التي أثرت في الكثيرين ..

  • اقتباسات من رواية ” شرق المتوسط ” ل عبدالرحمن منيف:
التجربة أثبتت أن الكتب حين تمنع تصبح أكثر رواجاً، وبالتالي يُقبل على قراءتها الكثيرون.
البكاء يهد أكبر الرجال،وأقصى ضربة توجه لرجل أن يرى أمه أو أخته تبكي أمامه.
إن أقوى الناس وأكثرهم قدرة على التصرف، يفقدون في لحظات معينة قدرتهم على أن يتصرفوا منفردين. يجب أن يكون أحد إلى جانبهم لكي يقول لهم مايجب أن يفعلوا.
أتتصورون أن الإنسان إذا قال شيئاً ينتهي الأمر؟ لا، الكلمة الأولى بداية لسلسة من الاعترافات، وأي تأخُّر في الاعتراف، في الإجابة، يثيرهم أكثر من الصمت. لا أقول لكم هذا الكلام إلا عن تجربة. جربت نفسي، ورأيت الذين جربوا العكس. الخرزة الأولى وبعدها ينفرط كل شيء!
الضرب لا يغير إرادة الإنسان، وربما كان العكس هو الأصح. بمجرد ما تمتد إلَّي يد امتلئ تصميماً أن لا أقول كلمة واحدة، ومع كل ضربة جديدة ازداد بعداً عن السقوط. الإنسان إرادة قبل كل شيء.
المرأة تفكر بالأشياء الحزينة. إذا لم تجد ما يكفيها من الحزن، بحثت عنه عند الآخرين.
الأيام وحدها هي التي تمزق الحنين واللوعة، وتخلق مكانهما حجارة يابسة صماء.


- معلومات أكثر عن رواية شرق المتوسط ل عبدالرحمن منيف /
  • عنوان الكتاب: شرق المتوسط
  • المؤلف: عبدالرحمن منيف
  • الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر والمركز الثقافي العربي للنشر والتوزيع
  • الطبعة ال 16، 2007
  • عدد الصفحات: 243
  • تاريخ الإنتهاء من كتابة الرواية : ربيع
- إن السجن ليس فقط الجدران الأربع وليس الجلاد أو التعذيب،إانه بالدرجة الأولى خوف الإنسان ورعبه، حتى قبل أن يدخل السجن، وهذا بالضبط ما يريده الجلادون وما يجعل الإنسان سجينا دائما.


- في يوم ما، إذا خُلق فنان في بلادنا وعرف معنى القهر والغيظ معا ولحظة التحدي فسوف يجسد لحظات لا يمكن أن تتاح لأي فنان آخر في العالم.


- إذا سجلت تجارب البشر بصدق وعرفت البدايات والنهايات فلن يجرؤ أي انسان لأن يكون جلادا أو سجانا، إذ سيعرف ماذا يمكن أن يحل به إذا اسقطه سجان أو جلاد آخر.



1 التعليقات:

أوراق الزمن المر يقول...

منيف ذلك الدكتور في الكميائي..الذي عمل في النفط ....يختزن في طياته جرحا يشتركه مع الكثير من الحالمين في هذا الوطن العربي الشاسع ...الأخرس ..الفاقد قدراته على الكلام وعلى الإحتجاج...منيف كسر الحواجز النفسية وأضاء الطريق عبر أدبه المميز..كي تسقط اقنعة المتسلطين والجلادين.... وردة لمنيف وهو في قبره..لن ننساك ابدا

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا