16‏/02‏/2010

^لغيابها..قبيلة من الأسئلة^


أنظر إلى ملامحي في المرآة..
أنظر فيها إلى مهارة بنان الزمن.. وكيف أنه له القدرة على أن يحفر أخاديده وممراته الوعرة في وجهي وبدقة متناهية حد القسوة..
أشعر أن في عينّي حزناً دفيناً..
وماء كالبحر..
وصور قديمة..
وتلويحة مسافر..
وابتسامة وداع..
وستائر مسدلة..
وليل طويل..
وأنت..
أنت الحكاية التي لا تنتهي.. لأن النوم لا يجيء..!!!
أرجع البصركرتين.. إلى تلك المرآة..
أحاول ان أزيل تلك الأتربة التي سكنت صفحتها..
فلربما عادت ملامحي لعنفوان حضورها.. لعنفوان وهجها.. لعنفوان عنفوانها..
قبل أن يغرس نواة فراقه في منتصف غفلتي..
قبل أن يزرع نخيله على امتدادكوني..
ويعود مواسم القطاف..
يطرق الذاكرة..
ويعبئ سلالها بتمورالأسى..
ويرحل من جديد..
هذه المرآة..
تماماً هذه المرآة..
تشبه ذاكرتي.. إنها تعكس كل ما لا يمكن الإمساك به..
وتشبه وجهي.. الذي ما عادت له منافذ ضوء..
وتشبه تعبي.. الذي غزته الانكسارات..
وتشبهني..
صامتة.. كل شيء يعبر ممن خلالها بكتمان شديد.. !


اقرأ المزيد..

^قوة العجز..وعجز القوة!

يلتهمنا العجز فردا فردا ...
ويفرد بساطه في أراضينا ويستوطننا بالإرغام ...
ومع الأيام يستوطننا بالرضا ...!!!
يشوه الغضب وجوهنا الحقيقية ويجعلها مسخا ...
ويفقدنا في ذات الوقت حكمة التعقل وقدرة التفكير ...!!
قاسية قلوبنا .. قاسية ...
المشاعر فيها مؤقتة ومرهونة بالوقت والموقف .. والصور ..
إذ لا قضية نؤمن بها .. طالما أنها لا تمسنا شخصيا ..
ولم تصل إلى حدود أجسادنا ...
أصبحنا نتوحد مع السائد كأنه الوحيد ..
كأنه الصواب الذي يجب أن نتبع ...
ونتغافل عن الحقيقة ..
أو نؤجل التعامل معها إلى ... الوقت المعجزة ...
أصبحنا نلهو بكل الأشياء التي حولنا ...
أو نسخر منها .. حتى فقدت مصداقيتها أو جديتها ...
ولم يعد للقيمة معنى ...
أو للمعنى قيمة ...
الوجوه الصادقة مدثرة بالصمت ... والتأمل ..
لأنها اكتشفت ..
أن داء غثيان الكلام .. طاعون هذا العصر ..
وأنها محترقة للفعل الثأر ...
ولكن أينها أقصر الطرق وأقلها كلاما وإسرافا وغثيانا ..
وأكثرها حكمة وتدبر..؟؟؟؟
نحلم أملا ..
بالوجوه الفارسة .. الجامحة ... المنقذة ..
تطهرنا من كل شئ ...
تخلصنا من هذا ( الوجع ) الطاغي على كل شئ ....
تعلمنا .. من جديد ..
معان عدة أصيلة للقوة ... والحق ... والضمير ..
تزيل غبار ( العجز ) من فوق قلوبنا ..
وتوجه أفكارنا نحو أمر آخر غير الكسل ..
و( تشرح ) لنا من جديد .. لتُذكرنا ..
أنَّ ( المواقف ) الواضحة القوية ..
لها أن تصبح انتصار ..
عندما تُتخذ من أجل الحق ..
تنبهنا بحماس أن ( لا يخدرنا ) ...
التاريخ بكان وكنا ...
ويدخلنا في سبات أحمق ...
نرتدي فيه عجز القوة ...
حتى تسيطر علينا .. قوة العجز ..


تقرأ لنا بهدوء مؤثر ..
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم


اقرأ المزيد..

.كيف ننقذ السمك من الغرق..؟



يمر بك ظرف ما ... ترغب وأنت في معمعته أن تنسحب بهدوء عن كل الذين يعيشون حولك ... تنسحب شيئا فشيئا ... دون أن تُحدث خطوات غيابك ضجة عالية تلفت الانتباه ... رغبة منك أن تصل إلي بر الأمان مع نفسك قبل أن تصل إليه مع الآخرين ..!!!!
لم تعد أنت .. أنت ..
ربما تغيرت ...
ربما التزمت الصمت ....
ربما أصبحت تملك ملامح لاتعابير عليها ...
ربما أصبحت تفتقد تلك القوة التي تدفعك لاحتواء الآخرين ...
ربما تعيش " كبوة جواد " تحتاج زمنا كي تعاود جولات الانتصار من جديد ...
احتمالات عدة واردة .. تجعلك تفكر جديا أن تنأى بروحك لفترة من الزمن بعيدا عن كثير من الملامح .. فقد تستشعر روحك الهدوء .. فتعود إلي سالف عهدها .. !!!
أنت هكذا ... عندما تغزوك عاصفة ما .. لاتفكر إلا في كيفية الوصول بر الهدوء ... ومابين العاصفة والهدوء .. يحدث لك أن تمتلك " أخلاق صعبة حادة " قد تؤذي من حولك وتجرح مشاعرهم .. إذن تفكر في عُزلة تمتد إلي ما شاء الله ... !!!!
هكذا أنت ... وهكذا هي العُزلة .. طريقتك إلي الراحة وضبط الأعصاب ..!!!
لكنهم قلة أولئك الذين يفهمون رغبة العزلة هذه فيتسارعون عن طيب وحسن نية .. إلي إخراجك من عزلتك ... جاهلين تماما أن ذلك لن يزيد الأمر إلا سوء على سوء .. لن يزيدك إلا تمسكا بعزلتك ... وبطريقتك في التعامل مع مصاعب الحياة .. انهم لا يطيقون أبدا أن يشاهدوك متعبا .. مهموما .. شاردا ... حزين .. وان حدث و ضبطوك متلبسا بذلك ... فلا نامت أعين الجبناء ..!!!
أنت تؤمن أن لعزلتك منطقا خاصا .. وربما يكون مميزا عن أولئك الذين تتعايش معهم .. إنك تسعى إلى عقد هدنة بين النفس والحياة .. عزلة ... وهدنة .. لا يخصان أحد سواك .. !!
تلك العزلة ليست من أجل أحد .. إنها عزلة من ذلك النوع الذي نعيد فيه لأنفسنا توازن الحياة .. ننقي من خلالها النفس من كل شئ ... نطهرها من هذا الهجوم على الدنيا .. نطهر فيها أسماعنا من ذلك الفائض عن الحد من الكلمات التي لامعنى لها ولاهدف ... نطهر أبصارنا من ذلك اللحاق المنطلق لكل مافي الدنيا من ألوان صارخة ... نفكر قليلا بما بين أيدينا .. ماذا أعطينا ؟ ماذا أخذنا ؟ ماذا فعلنا ؟ وماذا سنفعل ؟ .
هذا منهجك في الحياة .. لكن ملامح عدة حولك تستنكر ذلك وترغب صادقة .. جاهدة أن تخلصك من ألمك الذي يزداد وفق فلسفتها الخاصة .. بعزلتك !!!
تحاول تلك الملامح أن تعيد لك روح الكلام .. وروح المرح ... شكل الابتسامة ... وعمق الضحكة .. تحاول أن تعيدك إلي سابق عهدك معها .. بل إنها كلما شعرت بتمسكك بعزلتك المؤقتة ــ طبعا هي لاتعي هذا الأمر ــ هددتك أن ذلك قد يؤثر على علاقتك معها ... وأنها قد تتغير بدورها عليك ... ولا أنقصك حديثا قارئي .. هي فعلا تتغير دون أن تعلم إن الصداقة الحقيقية هي أن نقبل الآخرين كما هم .. لا أن نغيرهم كما نريد نحن !!!



اقرأ المزيد..

05‏/02‏/2010

كلمات ولا اروع


يوماً ما ..
اعتقدت أن أصابعي تحمل بصماتك ،
وأن عروقي تحوي دمك ،
وأن صدري مليء بأنفاسك ..
وأنك لو ابتعدت عني
سأموت اشتياقاً إليك !وها أنت ابتعدت ،
وها أنا لم أمت …ولكنني
لست على قيد الحياة ! *مثل عين تخاطب بدموعها
أبكي ..كامرأة تتشح بالسواد على قبر حبيبها
في حداد أنا ..مثل حب كبير ، لا ينقسم
أحس بالوحدة !مثل شاعر ينظف كلماته
أصر ..كامرأة دون أدنى أمل ،
كنساء كابول
خلف الحوائط ..كصغار مع ذويهم
فوق الجليد الأحمر ،
أحس بالإحباط لأني ..عاجز عن فعل شيء !* زلمان هرمان – شاعر أفغاني


كلّ الذين تلتقين بهم كلّ يوم ، ستغفرين لهُم أشياء كثيرةلو تذكّرتِ أَنّهُم لنْ يكونوا هُنا يوماً ،حتّى للقيام بتلكَ الأشيَاء الصغِيرة التِي تزعُجك الآنْ .. و تغضبكستحتفينَ بهم أكثَر ، لو فكّرت كلّ مرة أن تلكَ الجلسة قد لا تتكرر ،و أنّك (( تودعِينهم )) مع كل لقَاءْ !!!” لو فكّر الناس جميعاً هكذا لأحبّوا بعضهم بعضاً بِطَريقة أجمّل ”

يا ربِّ إنَّ لكلّ جرحٍ ساحلاً ..
وأنا جراحاتي بغير سواحِلِ ..
كلُّ المنافي لا تُبدّدُ وحشَتي ..
ما دامَ منفايَ الكبيرُ .. بداخلي !* نزار قباني

صباح الخير أيتها السطور
أيها الهامش
أيتها الصفحات البيضاء ..
أيها الكفن العريق المضياف
وأنتم أيها المشيعون
ترفقوا بما تحملونه بين أكتافكم
فهو ليس فارغاً كما تتصورون
سيروا بهدوء ..
وسأشتري حزنكم
بالسعر الذي تريدون ! *
فما يدري الفقير متى غناه ..
ولا يدري الغني متى يعيل !
ولا تدري وإن أزمعت أمرا ..
بأي الأرض يدركك المقيل !* احيحه بن الجلال

” لا يمكن للإنسان أن يكتب كل شيء ،
فعذاب الكلمة أقسى من أن يتحمله إنسان بمفرده! ”* عبد الرحمن منيف

أعرف ما بي ..أفتح الشباك للنجم
فيأتيني الظلام !..قلق أنا حد الجنون
الموت فوق وسادتي ،..قلق أنا كبح الزمان جماحي
متشبث بالمد ،
أفرغ شقوتيلكنما تغتالني أفراحي !* حسن الصهلبي

لقد تعلمنا ..
كيف يمكن ترقيع الثياب أكثر من مرة ،
وكذلك الروح والجسد
وحتى الذكريات ! *

حدثني ..
كيف العيش وراء متاريس الدنيا
خلف الأزمان ؟حدثني كيف الموت ..
وكيف القبر ..
وكيف غدوت هناك الآن ؟يا ليتك ترجع لو لثوان !كي نعرف كنه الموت
وصوت الصمت
المتربص خلف الجدران …* زاهر عثمان


عندما تتخذ من ” أحدهم ” لك وطناً ..
فإنك تحتسي مرارة الغربة حين يغيب ،
وتحتسي مرارة الرعب حين يطول غيابه ..وتحتسي مرارة الموت
حين تشعر بأنه قد لا يعود أبداً ! *
قلّما تأتي تلك الأفراح التي ننتظرها في محطّة.
وقلّما يجيء, اولئك الذّين يضربون لنا موعداً , فيتأخر بنا أو بهم
القدر .ولذا , أصبحت أعيش دون روزنامة مواعيد,
كي اوفّر على نفسي كثيراً من الفرح المؤجل ..


لا تعر قلبك لأحد ..
سيلهون به ، ويتسامرون حوله كموقد ..
يحرقونه يبحثون عن الدفء ، وعن نار يشوون عليها فضولهم ..
كل الذين أعاروا قلوبهم أكلوا أصابعهم ندما .. *

[ إن دقة الفهم للحياة تفسدها على صاحبها كدقة الفهم للحب، و إن العقل الصغير في فهمه للحب و الحياة، هو العقل الكامل في التذاذهِ بهما ..
* الرافعي ]

دعني أخبرك سرا صغيرا ..
قرأت في النسيان كثيرا .. كي أنساك ..
ونسيت الجميع ..
إلاك !
مازلت تتدلى من الذاكرة ..
وترهقها ..
للحد الذي يجعلني أدمنك ..
وأعترف أن غيابك محض مرض ..
وانتظارك محض حماقة !* أسمى ،


لأجل أسبابنا التي تمشي على قدم واحدة, ولا تعرج!
أسبابنا غير القابلة للتصديق
أسبابنا الخاوية من إمكانية ترك أثر
أسبابنا التي تفيض على أصابعنا وتعاود الانحسار
أسبابنا التي تستدعي التهكم,
أو اتهامنا بالسذاجة
أسبابنا التي تجعلنا سيئين
أكثر مما تمنحنا الغفران!لأجلها جميعاً,
كان علينا منذ البدء أن نصمت!*


بالأمس .. غادرتني كما تغادرني أشياء تبقيني على قيد الحلم والأمل .. والحياة !
بالأمس .. نزفت حضورك قطرة قطرة ،
ولمحتك تتقاطر مني بسيولة مخيفة كـ دمي !
بالأمس ، خرجتَ من أعماق حياتي ، وتركت بي فراغاً شوهني ..
فراغاً لا يتسع لغيرك ..
فراغاً كلما تفقدت عمقه أدركت كم كان حجمك بي وحولي كبيراً !

بالأمس ..
وجدتني مضطرة إلى الإنسلاخ من عالمك ،
بألم لا يعادله إلا ألم الإنسلاخ من جلدي ! *
عندما لا يمكن للحياة أن تستمر ، لا بد أننا نحتاج إلى وقفة طويلة
للحزن !


الحياة تكره أن نتجاهل ضرباتها لنا ..
وترفض أن نستمر فيها دون أن نقف عديداً لنعلن انهزامنا أمام سلاحها القدريّ !
إننا نقدم لها شيئاً من الحزن كلما احتجنا مزيداً من العمر ،وعندما تنتهي أحزاننا ،
أو تتجمد في أضلاعنا ..
نموت !* محمد علوان –
سقف الكفاية


لا ترحل عني لا ترحل !
لم تبرح ذكرى رحلتك الأولى كبدي ..
تسقي أحزاني غيظاً محموماً
وتزيد جراحاتي عيظاً وسموماً !
ذبل الورد على كفي
وتعطّل بستاني وترمّل ..
ليس غريباً أن ترحل !
لكن عجبي ألا تسأل
خطواتي تاهت من زفراتي
في بحر الغربة ،
تغرق في ليل مسودّ ممتد القامة
في يده سوطٌ عربيد يجلد أفراحي
يطفئ مصباحي .. !* أحمد باعطب


هناك من يعبر حياتنا عبوراً مفخخاً
لا ندري ساعة انفجاره !يعبرنا ..
ويترك أثراً في حياتنا لا يمكن لأحد أن يمحوه !ترك الأثر
هو المهمة الأصعب في الحياة
وخصوصاً ..
إذا لم تكن أمامنا فرصة أخرى للتعويض !* الفاهم غلط / الساخر


عندما يقرر شخص عزيز عليك
الخروج من دائرة حبك,,
ولو بشكل جزئي أو بطريقة ما
وترتاع من قراره القاسي
_فلا تتشبث به بقوة_
ولكن
ابحث عن نفسك التي ضاعت في حبه
وعندما تجدها..
اهتم بها وأنفض الغبار عنها حتى
تضئ من جديد
وسيجلب ضوئها حبيبك الضائع

*المهاجرة





اقرأ المزيد..

من هنا..وهناك


الضجر هو: أن أنظر للخلف.. ليس تقليبا للذاكرة، أو للتأكد من طرق خاطئ على
الباب، أو محاولة للسير خلف عطر يبتعد، أو رجرجة لتشنج أصاب الرقبة، أو تحسر
على أنني لم أعلق المرآة هنا..
أن أنظر للخلف هو فقط لأنني لا
أرى شيئا أمامي !!
( مجهول المصدر )

...

كالشاطيء المهجور قلبي لا وميض و لا شراع
في ليلة ظلماء بل فضاءها المطر الثقيل -
لا صرخة اللقيا تطيف به و لا صمت الرحيل
يمناك و النور الضئيل أكان ذاك هو الوداع ؟!
باب وظل يدين تفترقان- ثم هوى الستار
ووقفت أنظر في الظلام و سرت
أنت إلى النهار !
(بدر شاكر السياب)

...

أذرعي حرة وطويلة.. ولا أصل إلى شيء.
وذكرياتي على قدم وساق.. ولا أتذكر أي شيء !
وكل الأسلحة المتطورة بحوزتي.. ولم أنتصر على شيء !
كل هذه الوسائد الطرية والمراوح الصينية.. ولا أحلم بشيء !
وكل هذه الأقلام والمحابر والمواضيع.. ولا
أكتب شيئا!
(محمد الماغوط)

...

نقدر، الآن، أن نتساءل كيف التقينا..
نقدر، الآن، أن نتهجى طريق الرجوع
ونقول:
الشواطىء مهجورة..
نقدر، الآن، الآن.. أن ننحني, ونقول:
انتهينا !!
(أدونيس)

...

صمت قبل الولادة و صمت بعد الموت،، والحياة هي مجرد صخب بين
صمتين لا
قرار لهما !
(إيزايبل الليندي)

...

أترى سيرجع مثلما
قال
على همس الغروب؟
الشمس تشطرها السماء و خلفها
يبكي السحاب على الرحيل
والليل من خلف الضياء
يطل في خبث على وجه النخيل
والوقت كالسجان
يصفعني و يتركني
على أمل.. عليل
سيعود في همس الغروب
قلبي يذوب مع المغيب
ما أبطأ النبضات في قلب يذوب
ما أطول الأحزان لو عادت..
لتعصف بالقلوب !
(فاروق جويدة)


إلى آخر الحزن
نمضي
قليل ليبقى القمرشاردا
في الأعالي !
قليل من الحب
كي نجعل الذكريات
مسودة للقصيدة ،
وننسى المواعيد
طيرا ...على شرفة الإنتظار البعيدة !
قليل من الحزن
حتى نظل إلى أول الفجر نبكي..
و نمسح عنا غبار الرثاء ،
رحيل القرنفل نحو الذبول ..
و موت العصافير حزنا
على مفردات الحقول !
قليل لديك..
لأبقى إلى آخر الموج
أغرق !
( عماد الدين موسى - شاعر سوري)


...


مدن بلا فجر تنام..
ناديت باسمك في شوارعها،،
فجاوبني الظلام..
وسألت عنك الريح
وهي تئن في قلب السكون،،
ورأيت
وجهك في المرايا والعيون..
وفي زجاجِ نوافذِ الفجرِ البعيد..
وفي بطاقات البريد !!
(عبدالوهاب البياتي)


...

يا كل الجراح تبرجي..!
ودعي البكاء يجيب كيف وما وهل
زمنا تجنبت التقاؤك خيفة
فأتيت في زمن الوجل
خبأت نبض القلب
كم قاومت كم كابرت
كم قررت
ثم نكصت عن عهدي .. أجل..!
ومنعت وجهك في ربوع مدينتي
علقته
وكتبت محظورا
على كل المشارف والموانئ
والمطارات البعيدة كلها
لكنه
رغمي اطل .. !!
(روضة الحاج)


...

..... هل يمكن أن ننسى
أنه كان لنا ربيع ؟!
وأننا ركضنا معا فوق درب المجرة المرسوم
باللآلىء ..
وراقبنا الكون كيف يزهر الضوء والموسيقى
والضحك حين يغسله قلبان بالحب ؟
هل نستطيع أن ننسى ربيع الوجود
حين أسرجنا النجوم الملونة
وصنعنا منها مركبة للفرح المجنون
ونصبنا أرجوحة اللعب إلى الكواكب المشعة
وأرحنا خدنا إلى أبراج الأساطير ..
..
آه كم
افتقد حبك !
(غادة السمان)


" افترقنا إذن..
الذين قالوا الحب وحده لا
يموت، أخطئوا..
والذين كتبوا لنا قصص
حب بنهايات جميلة، ليوهمونا أن مجنون ليلى محض استثناء عاطفي.. لا يفهمون شيئاً في قوانين القلب.
إنهم لم يكتبوا
حباً، كتبوا لنا أدباً فقط
العشق لا يولد إلا في وسط حقول
الألغام، وفي المناطق المحظورة. ولذا ليس انتصاره دائماً في النهايات الرصينة الجميلة..
إنه يموت كما يولد.. في
الخراب الجميل فقط " ..!!



اقرأ المزيد..

مواسم لا علاقة لها بالفصول


هُنالك مواسم
للبكاء الذي لا دموع له..
هُنالك مواسم للكلام الذي لا صوت له ..
هُنالك مواسم للحزن الذي لا
مبرر له ..
هُناك مواسم للمفكرات الفارغة ..
والأيام المتشابهة البيضاء ..
هُنالك أسابيع للترقب
وليالٍ للأرق ..
وساعات طويلة للضجر ..
هُنالك مواسم
للحماقات .. وأخرى للندم ..
ومواسم للعشق .. وأخرى للألم ..
هُنالك مواسم ..
لاعلاقة لها بالفصول ..
**
هُنالك مواسم للرسائل التي
لن تُكتب ..
للهاتف الذي لا يدق ..
للاعترافات التي لن
تقال ..
للعمر الذي لا بد أن ننفقه في لحظة رهان ..
هُنالك رهان نلعب فيه قلبنا على طاولة القمار ..
هُنالك لاعبون رائعون يمارسون الخسارة بتفوق ..
**
هُنالك بدايات السنة أشبه
بالنهايات ..
هُنالك نهايات أسبوع أطول من كل الأسابيع ..
هُنالك صباحات رمادية لأيام لا علاقة لها بالخريف ..
هُنالك عواصف عشقيه لا تترك لنا من جوار
وذاكرة مفروشة لا تصلح
للإيجار ..
**
هُنالك قطارات
ستسافر من دوننا ..
وطائرات لن تأخذنا أبعد من أنفسنا ..
هُنالك في أعماقنا ركن لا يتوقف فيه المطر ..
هُنالك أمطار لا
تسقي سوى الدفاتر..
هُنالك قصائد لن يوقعها الشعراء ..
هُنالك ملهمون يوقعون حياة شاعر ..
هُنالك كتابات أروع من كاتبها ..
هُنالك قصص حب أجمل من أصحابها ..
هُنالك عشاق أخطئوا
طريقهم للحب ..
هُنالك حب
أخطأ في اختيار عشاقه ..
**
هُنالك زمن لم يخلق للعشق ..
هُنالك عُشاق لم
يخلقوا لهذا الزمن ..
هُنالك حُب خلق للبقاء ..
هُنالك حُب
لا يبقي على شيء ..
هُنالك حُب في شراسة الكراهية ..
هُنالك كراهية لا يضاهيها حب ..
هُنالك
نسيان أكثر حضوراً من الذاكرة ..
هُنالك كذب أصدق من الصدق ..
**
هُنالك أنا
هُنالك أنت
هُنالك مواعيد وهمية أكثر متعة من كل المواعيد..
هُنالك مشاريع حب أجمل من قصة حب ..
هُنالك فراق
أشهى من ألف لقاء ..
هُنالك خلافات أجمل من أي صلح ..
هُنالك لحظات تمر عمراً ..
هُنالك عمر يحتضر في
لحظة ..
هُنالك أنا .. وهنالك أنت ..
هُنالك
دائماً مستحيل ما يولد مع كل حب


اقرأ المزيد..

الغُـيَّـاب يطرقون الأبواب


( نفضةٌ مؤثَّثة بشوق موسمي
تلك التي تُحدث رقعة مقعَّرة في أبوابهم
وتُعلن عن مكاني
الذي لم
يزل وراء الأبواب )
( وجه )
يحنق المقيمون، تضجُّ وجوههم الفارغة بضوئك الخافت الذي
يمرُّ في المواسم ولا يمتلئون بالشفقة: أن تأتي بعد الغياب
لتمسِّي على الجدران، لترقِّع الجسر الذي ينهدل من جهتهم، ولا
يتألَّمون؛ أن لا تجد مجازاً يُفضي إليهم،
إلى وجوههم التي يُهمُّك – بشدِّة – أن
تبتسم وإن بكذب !
( جوار )
أيؤلمكَ أن تعود إلى أمكنة تُزيحك
من وجهها، تحكُّ دماغها لحظات قبل أن تنبت رائحتك – عابرة،
غير مؤثرة – في اتساعها، تحضنها
وتسيل منك كحقيقة غير دامغة !
في غيابك رسم الآخرون مدنهم، مدُّوا شوارع تصل
إلا إليك، نحتوا زوايا مظلَّلة بشجرة
وحيدة يعلمون – بعمق – أنَّك
تتحسَّس
منها، طَلوا جدرانها ونسوا لونك المحبَّب، رسم الآخرون مدنهم و
لم يفسحوا فيها مكانا لخطوك المحتمل !
في
غيابك رتَّب الآخرون
الأدراج، أزاحوا أضابيرك، نتشوا الدبابيس المعلَّقة
أعلى حياتهم، حكُّوا بقاياك من الذاكرة،
ورموك في العليَّة تعرف..
كم هو متعب الدوران في العِليَّات
بحثاً
عنك ؟!!
في غيابك
تدرَّبوا على
النسيان، جمعوا نقاطاً متقدِّمة وأنت لا تزال تجمع
النقاط ضدَّه، تتدرَّب على التذكُّر، تحرز النقاط المتقدمة،
ثمَّ تصنع هرماً لخيبتك حين يصفقون درفة الباب الأولى،
تهدُّه وتصنع قاربا ينتشِلُك
حين يزفُّك الدمع بعيداً عن درفتهم الثانية
التي
تصفق !!
في غيابك تجمَّعت في وجوههم ملامح غاضبة،
إن راهنت على زوالها
خسرت،
ألف ملمح وملمح ؟؟ كم في العمر من صباح
حتى تحتمل انفراجها في وجهك
الذي
يبسُم !!
في غيابك نشطت عاهات التجاهل، والتسويف،
وتمريغ اللهفة في بلادة طاحنة، في هدوء حالك،
في صمت مُمِضٍّ !! هل كنتَ تصدِّق أن الناس
العابرين الذين يؤلمونك، هم –
ذاتهم -
الذين ترتبوا في داخلك يوماً، هم
الآن
ينتزعون أنفسهم ويتركون الفراغات – وحدها - تشذِّب
نتوءاتها، ينحسرون الآن،
وأنت
وحدك تقلق،
وتلتقط الضحكات الساكنة فوق الشاطئ،
تمرُّر خلالها خيطاً من الأمنيات، وتتقلَّدها ….
وحدك..!!


اقرأ المزيد..