04‏/05‏/2010

فاشلون حتى في الغزل
من عجائب جيل الشبان الحالي، انه يعتقد ان معاكسة ومغازلة الفتيات فرض وواجب على من بلغ الحلم أي سن الرشد، مع ان ذلك يتناقض مع معنى ومفهوم «الحلم» و«الرشد»، ومع توفر وسائل اتصال عالية الكفاءة من انترنت وهواتف نقالة وثابتة، اصبح الغزل مهنة تفرغ لها ملايين الشباب الذين يعانون من الخواء والفراغ على كل صعيد.
وكلما ذهبت الى الأسواق، ورأيت شبانا يلقون بأرقام هواتفهم المكتوبة على قصاصات صغيرة أمام كل فتاة عابرة، أدركت مدى سذاجتهم.
وهناك من يمر بسياراته في الأسواق، وكلما لقي فتاة صاح مرددا رقم هاتفه: تسعة تسعة تسعة صفرين مليون، وقد تعجب لأن صاحبنا يفترض ان ضحيته هي اينشتاين زمانها، ومزودة بذاكرة تستوعب التعليمات الشفهية، ومن ثم ستحفظ رقم هاتف العاشق الولهان بمجرد ان يهتف به، ولكن حقيقة الأمر هي أن من ينطقون بأرقام هواتفهم شفاهة، ينتمون الى تلك الفئة التي تقترض الآلاف المؤلفة للحصول على ارقام هواتف مميزة سهلة الحفظ، وما لا يدركه هؤلاء المتفرغون للمغازلات الترانزيتية هو انه ما من فتاة تستحق نظرة، تستجيب لمثل ذلك التحرش الساذج، وإذا استجابت فإنها، وعلى مسؤوليتي، تستحق الرمي في قارعة الطريق كما رقم الهاتف الذي التقطته واستجابت له.
وقد وصلتني عبر الانترنت قصيدة يخاطب فيها شاب معاصر حبيبته، ومن يقرأ تلك القصيدة يدرك من بيتها الأول ان شباب هذا الجيل خائب في مجال الغزل، وأنه سبب العنوسة التي تفشت في معظم، ان لم يكن كل، الدول العربية:
حبيبتي انا دونك زي طلعة الشباب دون القطة.. زي الغدا دون سلطة.. زي الشاورما دون شطة.. زي الكورولا دون شنطة!
حبيبتي انتي السكة وانا القطار /انتي المطرقة وانا المسمار/
انتي المنقلة وانا الفرجار!
ثم يعبر صاحبنا عن حبه الكبير لفتاته جامعا بين الاصالة والمعاصرة:
يا حبيبتي ترى حبك رجني رج اللبن/ بديت ما أفرق هو الكيري قشطة ولا جبن!!
ولو كنت مكان الحبيبة لأكملت له: روح كُل تبن!! فالبنت الذي تسمع الى مثل هذا الغزل الرفيع ستقول على الفور بطريقة الأفلام والمسلسلات المصرية: قطيعة تقطع الرجالة وسنين الرجالة॥ وأهلا بالعنوسة।
أجوبة منطقية قد لا تعجب المدرس
من أشهر كلاسيكيات المشكلات التي تنجم عن الامتحانات ما حدث في جامعة سويدية حينما واجه طالب في كلية الهندسة المعمارية السؤال التالي: أذكر ثلاث طرق تستطيع ان تحدد بها ارتفاع بناية متعددة الطبقات، فكانت إجابة الطالب كما يلي: الطريقة الأولى ان أصعد الى سطح العمارة وأرمي بحبل طويل في طرفه شيء ثقيل ثم أقيس طول الحبل॥ والطريقة الثانية هي ان اسأل حارس البناية عن ارتفاعها، أما الطريقة الناجعة والحاسمة فهي ان أذهب الى ادارة المباني في المدينة واطلع على الأوراق الخاصة بالبناية وأعرف ارتفاعها على وجه الدقة.. ولأن الأستاذ المصحح لم تعجبه هذه الأجوبة "البلدي غير العلمية" فقد اعتبر الأجوبة خاطئة ورسب الطالب في الامتحان ولكنه رفع دعوى قضائية وكسبها لأن القاضي رأى أن الطالب قدم بالفعل أجوبة صحيحة حتى ولو كانت غير ما أراده الاستاذ..إذن دعونا نفرفش ونستعرض كيف أجاب بعض طلابنا عن أسئلة طرحت عليهم على نحو صحيح وإن كان ذلك لا يعجب المدرسين: ماذا تعرف عن أشهر القادة العسكريين في الحرب العالمية الأولى؟.. ج - كلهم ماتوا !! س - إذا أعطاك احد برتقــالة فماذا تقــول له؟ ج - أقول له قشرها.. س - ماذا فعل الرومانيون بعد عبورهم البحر المتوسط؟.. ج - جففوا ملابسهم!! .. س - أيهما أبعد استراليا أم القمر ولماذا؟ ..ج - استراليا لأننا نشـوف القمر بس ما نشوف استراليا!! .. س - علي بابا هل هو مذكر او مؤنث؟.. ج - مذكر طبعا لأنه لو كان مؤنث قلنا علي ماما!! .. س - عرف كلا من الفيزياء والكيمياء؟.. ج - الفيزياء مركز الثقل في الرسوب، أما الكيمياء فعلم عديم اللون والطعم والرائحة قليل الذوبان في الدماغ!!س - خمسة بنطلونات - خمسة قمصان - أربعة أحذية .. ما النتيجة؟ ج - خمسـة رجال أحدهم حافي!.. س - اذكر ثلاثة أنواع من السمك؟ .. ج - سمك مقلي، سمك مشوي، سمك مملح!! س - اعط مثالا للأشياء التي لا تذوب في الماء؟ ج - السمك!! .. س - ادخل كلمة دام في جملة مفيدة؟ج - ذهبت المدام إلى السوق!! س - ما معنى كلمتي سبيل وسلسبيل؟ .. ج - سبيل = طريق، سلسبيل = طرطريـق। .. س - ماذا تعرف عن البحر الميت؟ .. ج - مات من القهر والسكتة القلبية بعد اللي شافوا في فلسطين.. س - سرق لصان عشرين ريالاً فما نصـيب كل واحد منهما؟ .. ج - نصيب كل منهما يد واحدة لأن الأخرى ستقطع!! .. س - ما فائدة الأذنين؟ ج - تمنع النظارة من السقوط .. س - حول عبارة تذهـب أمي الى السوق الى صيغة الماضي! .. ج - تذهـب جـدتي إلى السوق.أيها المعلمون إن كثيرا من الأجوبة عن الأسئلة التي تطرحونها على صغار الطلاب قد تبدو "غبية"، في حين انها قد تكون منطقية.. وهناك سؤال أو تعليق من أحد أطفال عائلتنا غير مجرى حياتي فقد شربت سيجارة وألقيت بعقبها فالتقطه الطفل ووضعه في فمه فزجرته بعنف فصرخ محتجا، فقلت له: لا تفعل هذا لأن السجائر ضارة بالصحة فسألني على الفور: إذاً لماذا تشربه أنت؟
دكتور في الاستهبال
هذا خبر نشرته الصحف خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو المنصرم: شهدت جامعة أردنية حفل تخريج دفعة من الأطباء، وتوجهت عائلة لحضور الحفل لأن أحد أولادها كان ضمن الدفعة المتخرجة.. وتهادى الخريجون في "أروابهم" الفضفاضة والزعابيط السخيفة على رؤوسهم، فرحين مصافحين مدير الجامعة وعميد الكلية وملوحين بأيديهم للأهل المحتشدين في القاعة.. وانتهى الحفل من دون ان ينادي عريف الحفل اسم "الولد" الذي جاءت تلك العائلة لتفرح بتخرجه.. ولم يكن من سبيل سوى التوجه الى المسؤولين في الجامعة لمعاتبتهم على التقصير الشنيع و"الكلفتة" التي جعلتهم يهملون تقديم شهادة التخرج في كلية الطب لشاب قضى فيها ست سنوات.. قال المسؤولون إنه ليس من الوارد ان يكونوا قد نسوا مناداة أحد الخريجين، ولكنهم من باب قطع الشك باليقين راجعوا الكشوفات وأكدوا للعائلة أن كل خريج من الكلية نال شهادته.. بس ولدنا ما خد الشهادة؟ شو اسمه ها الولد؟ اسمه فلان بن فلتكان.. فتح المسؤولون مكاتبهم وراجعوا قوائم الأسماء ثم قالوا للعائلة الغاضبة: ولدكم هذا تم فصله من الكلية منذ عام 2004 بسبب الغياب والرسوب المتكررين! مش ممكن فقد ظللنا ندفع له الرسوم الدراسية بانتظام وفوقها مصاريف "الجيب"، بل اشترينا له سيارة قبل ثلاث سنوات ليستخدمها في الانتقال من وإلى الجامعة.. قالت إدارة الجامعة: ربنا يعوضكم وابحثوا عن فلوسكم لدى جهة أخرى.عشرات بل مئات الطلاب العرب يعتبرون التعليم الجامعي فرض كفاية، فطالما هناك طلبة منضبطون ومجتهدون فلا تثريب عليهم إذا زوغوا واستهتروا بدروسهم واعتبروا المرحلة الجامعية مرحلة انفلات وصرمحة وصياعة.. التقيت في عاصمة آسيوية شابا عربيا يملك سيارة خاصة ويستخدمها لتوصيل الطلاب من وإلى جامعاتهم نظير أجور معلومة.. أرسله أهله للدراسة واشتروا له السيارة من باب "البرستيج".. وعرفت ان ذلك الشاب يتلقى من أهله مصاريف الدراسة والإعاشة بانتظام، ولكن ولأنه صايع "عصامي" فقد قرر زيادة دخله الشهري بتأجير سيارته وقد يعود الى أهله يوما ما حاملا ماجستير في "التاكسي"، وقد لا يعود.في سوق شبردس بوش في لندن شاهدت أكثر من مرة شابا سودانيا يبيع بضائع "أي كلام" لا تزيد قيمتها مجتمعة على 50 جنيها استرلينيا، وسألته ذات يوم: شنو جبرك على الشغلانة هذه؟ فقال بكل صراحة إن أهله أرسلوه الى فرنسا للدراسة: والدراسة ما نفعت معي وبما ان فرنسا "غالية" فقد أتيت الى بريطانيا وأهه نلقط شوية رزق في أوروبا والولايات المتحدة..آلاف الشبان العرب الذين ذهبوا الى هناك للدراسة، وانتهى بهم الأمر يوزعون الوجبات السريعة من باب الى باب.. قلة منهم اضطروا الى ذلك بسبب قلة الحيلة ولكن الأكثرية فضلت الديسكو على "ديسك" الدراسة.. واتعجب كثيرا عندما اسمع ان فلانا فوجئ بأن ابنه مثلا قطع علاقته بالجامعة منذ سنوات وهو "ما عنده خبر" بذلك.. الأمومة والأبوة لا تعني فقط توزيع الحنان والتدليل، بل قمة حب الأبناء والبنات ان نراقب أداءهم وسلوكهم في الدراسة وخارج البيت.. والولد يصيع والبنت تضيع لغياب الحد المعقول من الضبط والربط التربوي.. عندما كان أكبر أولادي يدرس في نيوزيلندا كان يعرف انه لو جاب سيرة "عربية" فسأحرمه من الميراث.. ومن دون يبلغني كان يعمل بعد انتهاء اليوم الدراسي في شركة كمبيوتر وجمع نحو 800 دولار أمريكي واشترى بها سيارة ولم أعلم بذلك إلا بعد ان تعرض لحادث كسرت فيه ساقه وبعدها علم معنى "ربنا على المفتري" ولم يكلف نفسه حتى عناء بيع سيارته الأثرية تلك "خردة".دكتور في الاستهبال
هذا خبر نشرته الصحف خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو المنصرم: شهدت جامعة أردنية حفل تخريج دفعة من الأطباء، وتوجهت عائلة لحضور الحفل لأن أحد أولادها كان ضمن الدفعة المتخرجة॥ وتهادى الخريجون في "أروابهم" الفضفاضة والزعابيط السخيفة على رؤوسهم، فرحين مصافحين مدير الجامعة وعميد الكلية وملوحين بأيديهم للأهل المحتشدين في القاعة.. وانتهى الحفل من دون ان ينادي عريف الحفل اسم "الولد" الذي جاءت تلك العائلة لتفرح بتخرجه.. ولم يكن من سبيل سوى التوجه الى المسؤولين في الجامعة لمعاتبتهم على التقصير الشنيع و"الكلفتة" التي جعلتهم يهملون تقديم شهادة التخرج في كلية الطب لشاب قضى فيها ست سنوات.. قال المسؤولون إنه ليس من الوارد ان يكونوا قد نسوا مناداة أحد الخريجين، ولكنهم من باب قطع الشك باليقين راجعوا الكشوفات وأكدوا للعائلة أن كل خريج من الكلية نال شهادته.. بس ولدنا ما خد الشهادة؟ شو اسمه ها الولد؟ اسمه فلان بن فلتكان.. فتح المسؤولون مكاتبهم وراجعوا قوائم الأسماء ثم قالوا للعائلة الغاضبة: ولدكم هذا تم فصله من الكلية منذ عام 2004 بسبب الغياب والرسوب المتكررين! مش ممكن فقد ظللنا ندفع له الرسوم الدراسية بانتظام وفوقها مصاريف "الجيب"، بل اشترينا له سيارة قبل ثلاث سنوات ليستخدمها في الانتقال من وإلى الجامعة.. قالت إدارة الجامعة: ربنا يعوضكم وابحثوا عن فلوسكم لدى جهة أخرى।عشرات بل مئات الطلاب العرب يعتبرون التعليم الجامعي فرض كفاية، فطالما هناك طلبة منضبطون ومجتهدون فلا تثريب عليهم إذا زوغوا واستهتروا بدروسهم واعتبروا المرحلة الجامعية مرحلة انفلات وصرمحة وصياعة.. التقيت في عاصمة آسيوية شابا عربيا يملك سيارة خاصة ويستخدمها لتوصيل الطلاب من وإلى جامعاتهم نظير أجور معلومة.. أرسله أهله للدراسة واشتروا له السيارة من باب "البرستيج".. وعرفت ان ذلك الشاب يتلقى من أهله مصاريف الدراسة والإعاشة بانتظام، ولكن ولأنه صايع "عصامي" فقد قرر زيادة دخله الشهري بتأجير سيارته وقد يعود الى أهله يوما ما حاملا ماجستير في "التاكسي"، وقد لا يعود.في سوق شبردس بوش في لندن شاهدت أكثر من مرة شابا سودانيا يبيع بضائع "أي كلام" لا تزيد قيمتها مجتمعة على 50 جنيها استرلينيا، وسألته ذات يوم: شنو جبرك على الشغلانة هذه؟ فقال بكل صراحة إن أهله أرسلوه الى فرنسا للدراسة: والدراسة ما نفعت معي وبما ان فرنسا "غالية" فقد أتيت الى بريطانيا وأهه نلقط شوية رزق في أوروبا والولايات المتحدة..آلاف الشبان العرب الذين ذهبوا الى هناك للدراسة، وانتهى بهم الأمر يوزعون الوجبات السريعة من باب الى باب.. قلة منهم اضطروا الى ذلك بسبب قلة الحيلة ولكن الأكثرية فضلت الديسكو على "ديسك" الدراسة.. واتعجب كثيرا عندما اسمع ان فلانا فوجئ بأن ابنه مثلا قطع علاقته بالجامعة منذ سنوات وهو "ما عنده خبر" بذلك.. الأمومة والأبوة لا تعني فقط توزيع الحنان والتدليل، بل قمة حب الأبناء والبنات ان نراقب أداءهم وسلوكهم في الدراسة وخارج البيت.. والولد يصيع والبنت تضيع لغياب الحد المعقول من الضبط والربط التربوي.. عندما كان أكبر أولادي يدرس في نيوزيلندا كان يعرف انه لو جاب سيرة "عربية" فسأحرمه من الميراث.. ومن دون يبلغني كان يعمل بعد انتهاء اليوم الدراسي في شركة كمبيوتر وجمع نحو 800 دولار أمريكي واشترى بها سيارة ولم أعلم بذلك إلا بعد ان تعرض لحادث كسرت فيه ساقه وبعدها علم معنى "ربنا على المفتري" ولم يكلف نفسه حتى عناء بيع سيارته الأثرية تلك "خردة".

الحمار الذي هزم الكبار
لن أكتب عن غزة مهما تكاثرت علي الضغوط، وسامحوني إذا وجدتموني "انصرافيا" وانا احكي لكم عن المزارع الذي أزعجه حمار طفيلي كان يعتدي يوميا على مزرعته ويفتك بمحاصيله، فما كان من المزارع إلا ان قرر الصمود والتصدي للحمار فوقف بالقرب منه وصاح فيه: اسمع انت يا حمار يا ابن الحمارة॥ نعم ابن حمارة لأنك بالتأكيد لا تعرف من يكون أبوك يا حيوان يا غبي॥ اخرج من مزرعتي وإلا سيكون لي معك "تصرف آخر".. ولكن الحمار طنش كل ذلك السباب وواصل أكل المزروعات.. بعدها بأيام عاد المزارع يحمل لافتة ضخمة كتب عليها: أخرج من مزرعتي يا تافه يا قليل الأصل يا ابن السفاح!! ونصب اللافتة في قلب المزرعة فابتعد الحمار عنه وواصل الأكل، بل إمعانا في استفزاز المزارع نثر محتويات مثانته وأمعائه في أنحاء مختلفة من المزرعة।شعر أهل القرية أنه من غير اللائق ترك ذلك المزارع يواجه الحمار العنيد بمفرده فتجمعوا وشتموا الحمار شتيمة الأراذل مستخدمين ألفاظا تخدش الحياء وتطعن في شرف الحمار وأسلافه.. ولكن وبما أن الحمار "حمار" فإنه لم يأبه للشتائم وظل يتنقل من حوض نباتات الى آخر مستمتعا بالوجبات الطازجة.. ولكن اهل القرية لم ييأسوا فقد عكفوا لعدة أيام على صنع مجسم يشبه الحمار الطفيلي ثم أتوا بالمجسم ووضعوه قرب الحمار وسكبوا عليه (على المجسم) البنزين وأشعلوا فيه النار.. فابتعد الحمار قليلا عن اللهب واستمر في أفاعيله ولسان حاله يقول: يا جبل ما يهزك ريح.. هنا صاح المزارع: يا جماعة مفيش فايدة ويجب التوصل الى تسوية مشرفة مع هذا الحمار.. وهكذا وعلى مدى عدة أيام ظل يعمل ليل نهار على إقامة سياج خشبي يقسم مزرعته الى نصفين، ولما اكتمل السياج صاح في الحمار: أمري لله فقد تركت لك نصف المزرعة تسرح وتمرح فيها، ومطرح ما يسري يهري، وحار ونار في جتتك يا بارد يا سخيف يا معفن يا نتن।في اليوم التالي جاء المزارع الى نصف الحقل الذي يخصه وفوجئ بأن الحمار قد ترك النصف الذي خصصه له بعد تحطيم السياج وأشبع المزروعات في النصف الآخر فتكا وتقطيعا عشوائيا.. جلس المزارع "يلطم" ويبكي حظه قبالة الحمار: ربنا على المفتري الظالم.. حد مسلطك عليّ؟ اشمعنى أنا من دون الناس؟ ما لقيت غير مزرعتي هذه؟ ألا يكفيك نصفها لأعيش أنا وعائلتي الممتدة من ريع النصف الآخر؟.. التف حوله أهل القرية يواسونه ويقولون إنهم سيفكرون في خطط جديدة لإخراج الحمار من الحقل.. وفجأة ارتفع صوت صبي صغير: أنا استطيع ان أخلصكم من الحمار.. ضحكوا وقالوا له: روح يا ولد ألعب مع أصحابك وبلاش فصاحة وتطاول أمام الكبار، ولكن الصبي تقدم نحو الحمار وانهال عليه ضربا بعصا كانت في يده ففر الحمار حتى اختفى عن الأنظار.قال أهل القرية: ما يصير هيك.. هذا الولد السفروت ينجح فيما فشلنا فيه؟ سنصبح أضحوكة بين أهل القرى المجاورة.. وانطلق بعضهم نحو الصبي وامسكوا به وأشبعوه ضربا حتى مات .. قالوا: لا حول ولا قوة إلا بالله.. عالجنا فضيحتنا بجريمة.. ثم تشاوروا وقالوا إن أفضل مخرج من المأزق هو إعلان ان الفتى شهيد..هل عرفتم لماذا لا يريد صاحب عيال مثلي أن يكتب عن غزة؟
مختارات من اجمل المقالات للكاتب السوداني الكبير جعفر عباس

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا