29‏/04‏/2010

هل استطيع أن احبك غدا؟!!..


اقرؤوا معي مرة أخرى من دفاتر حميدة نعنع
هل استطيع أن احبك غدا؟!!
وهل خصائلك مجرد صفات عابرة يأتي الحصار ليبددها فأراك قبطانا لحاملات الطائرات وقائدا للقوات التي ستحاصر أهلي وعشيرتي؟
يوم اقتربنا كان الزمن الاستعماري قد ولى منذ سنين وكنت اعتقد إن انتمائي لثقافتين ثقافتي وثقافتك تقرب المسافات بيننا لان الإنسان في النهاية هو الإنسان
لكن منذ بدأت الهستيريا الجماعية في عالمك شعرت نفسي غريبة ومحاصرة ... فكيف سأضحك لك ضحكة الشرق الساحر بعد اليوم؟وكيف سأنشر طيات شعري الاستوائي على الوسائد كما تنثر غجرية أحلامها؟كيف سأصدق اليوم انك فعلا حفيد جان جاك روسو وشكسبير ورامبو وآراغون وعزرا باوند؟
يظل الحوار مفقودا بيننا كما هو مفقود بين حضارتينا وعالمينا .. وهل اصدق بعد كل هذه السنين التي قبلت فيها أن أعيش بينكم أن عالمكم هو عالم الأبطال المحكوم عليهم بقرار المصلحة وبالتالي فان تاريخكم وزمنكم يسير نحو الانهيار الذي لا مفر منه
عبثاً أتأمل صورك.. إنها صور رجل غريب لا أعرفه ... عبثاً أحاول أن استحضر اللحظات بيننا... عبثا أحاول أن اصدق أن اسمي أصبح يقترن منذ زمن باسمك ... كل ذلك يبدو لي عبثاً لأنني أفهم أليوم اكثر من أي وقت مضى أن غربك رغم كل اكتشافاته وعطائه الأدبي وفلسفاته .. لم يستطع أن يجيب على السؤال الأصعب : كيف التصرف مع الأصدقاء .. مع الأعداء .. مع العالم .. مع المتغيرات.. مع ما يعجبنا أو يضايقنا بعيداً عن استخدام الوسيلة البدائية التي عرفها إنسان العصر الحجري :::: القوة التي تستخدم اليوم ضدنا وانتم تبررونها..
آه أيها الشريك الذي علي أن أودعه بعد اليوم لان جسدينا وقلبينا لم يعودا قادرين على أن ينبضا معا
كم أتذكر وأنا احزم حقائبي نحو وطني إنني نسيت وأنا أعيش بينكم سيف طارق ابن زياد وصور الخنساء وكلمات المتنبي
إنني راحلة بدون النظر إلى ساعة يدي لأني أصبحت أدرك مواعيد حزني وفرحي وغضبي احتجاجا عليكم كما يدرك الرضيع حاجته إلى ثدي أمه
أيها الشريك في زمن سنوات عمري الماضي لقد استبدلتم منذ هزيمتنا في غرناطة إرادة الحوار بإرادة القوة
ولن أستطيع أن أحبك اليوم... هل تراني أستطيع غداً؟؟؟
حميدة نعنع
من دفاتر امرأة

** كتبتها عن العراق في زمن الحصار.... فما أشبه ......اليوم بالبارحة...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا